18 سبتمبر 2025
تسجيلمعظم الناس – إن لم يكن جميعهم – قد شاهد المسرحية الكوميدية التى قام ببطولتها الفنان المبدع عادل إمام ، ومعه الفنان سعيد صالح والراحل الجميل يونس شلبى وآخرون وكذلك الأعمال الفنية الأخرى التى تحمل ذات الإسم أو أسماء مشابهة وكذلك نفس المضمون وهو تعلق الطلبة بمعلمتهم أو العكس بمعنى تعلق البنات بأستاذهن – وهو الأكثر شيوعا – وهذا يحدث برغم فارق السن الواضح والمعروف . دعنا عزيزى القارئ نعترف بصحة ما يقوله علماء النفس بأن أى إنسان تكون لديه ميول واحتياج للحب والقبول من الجنس الآخر فى مراحل عمريه معينة وأنه لو لم يحدث ذلك فإن الأمر يحتاج إلى وقفة ومراجعة حيث لابد أن يكون هناك شئ ما خطأ فى التكوين النفسى لذلك الشخص .. ولكن هل ما يحدث فى المدرسة أو الجامعة يمكن أن يكون حبا حقيقيا أم أن المسألة لا تخرج عن كونها مجرد اعتياد وتعلق بنموذج ما – يكون الأب فى أغلب الأحيان – ويتطور الأمر ليصبح تعلقا وإعجابا ثم هياما وعشقا قد يشعر به الطرف الآخر ويعالجه بحكمة ويعمل على احتواء الموقف وقد لا يشعر به على الإطلاق باعتبار أن كل ما يحدث هو " شغل عيال " سرعان ما سيتوقف من تلقاء نفسه .. ولكننا لا يمكن أن نغفل مشاعر المراهق أو المراهقة ويجب أن نضع أنفسنا مكانهم ونفكر بنفس طريقتهم حتى يمكننا تقدير موقفهم .. كيف يكون ذلك ؟ يمكننا أن نتفهم أن الفتاة فى فترة المراهقة تكون مرهفة الحس إلى درجة كبيرة وبالتالى ترى فى صاحب الشعر الأبيض أو الذى بدأ يغزوه الشيب نموذجا للنضج وبالتالى الحكمة والوقار والملاذ الآمن وهو ما لا تجده غالبا فى من يماثلها فى السن من زملائها الذين يتسمون بالطيش والرعونة وعدم الاستفرار فضلا عن عدم الجاهزية للزواج وتكوين أسرة حيث لا تغفل الفتاة هذه الأمور مهما كانت صغيرة .. وقد ينطبق نفس الكلام على الفتى ولكن من زاوية أخرى غالبا ما تكون متمركزة فى النضج العقلى فقط وإشباع الحاجات الذهنية والتحدث فى موضوعات يراها بعيدة تماما عن أذهان من تماثله فى العمر من الفتيات ويكون كل ذلك بعيدا عن الملاذ الآمن والقوة ونموذج الأم ولكن يكون الأمر مشوبا بالفخر والبهجة خاصة إذا ما حدث تجاوب من الطرف الأنثوى أو حتى تصور الفتى أن هذا قد حدث وينبع الفخر هنا من شعور الفتى بأن المعلمة قد فضلته على سائر الطلاب الآخرين وتحدثت معه فى موضوعات لا يفهمها الآخرون بالقطع – من وجهة نظره طبعا – وبالتالى فهو الأفضل والأحسن بين الأقران وإلا ما كانت له هذه المكانة الأثيرة لدى صاحبة العقل الكبير تلك . ونستطيع أن نقول أن معظم هذه الحالات لا تكون حبا بالمعنى المتعارف عليه ولكن تكون معظمها مجرد أوهام عابرة سرعان ما تختفي من تلقاء نفسها بمرور الوقت تاركة وراءها أثرا جميلا وذكرى وردية يتذكرها المرء من آن لآخر ويبتسم سعيدا كلما طافت بذهنه .. هذا بالطبع ما لم يستغل الطرف الأكبر هذه المشاعر البريئة وهنا يكون الأمر كارثيا ويحمل ذكرى غير محببة قد تدوم العمر كله . ومن الآثار السلبية أيضا لمثل تلك المشاعر هو الإحساس بالذنب والذى قد يشعر به المرء بعد أن يكبر ويكون هذا الشعور أقوى خاصة لدى الفتيات أكثر منه لدى الشباب ولكن فى جميع الأحوال يبقى هذا الإحساس بالذنب باقيا فى النفس البشرية . وإلى اللقاء فى مقال قادم وموضوع جديد بحول الله .