14 سبتمبر 2025

تسجيل

الحظ بين يديك

30 مايو 2011

مثلما يحدث دائما عندما يلتقي الأصدقاء فتتفتح بينهم آفاق من الكلمات، وفي اجتماع ضم مجموعة من الصديقات والزميلات، أخذتنا الأحاديث المتنوعة في أمور الحياة، لكن ما لفت نظري هو حديث إحدى الشابات بانفعال وهي تردد في طيات كلماتها كل مرادفات سوء الحظ الذي تعتقد أنه يلازمها، وتذكر ذلك في مواقع مختلفة من الحديث ومع كل ما يدار من موضوعات بأنها غير محظوظة مهما فعلت، وإنها من أولئك الناس الذين خلقوا بغير حظ، وإن الحظ الذي تراه يعرف غيرها ليس له علاقة بها ولا يعرف طريقها أبدا، كانت تكرر كلماتها بجدية تارة، وبسخرية لا تخلو من ألم تارة أخرى. فوجدت نفسي ألفت نظرها بملاحظتي التي لاحظتها تظهر فيها بقوة، وأحببت أن أوضح لها رأيي فيما قالته عن الحظ، والذي استأثر موضوعه ببقية الحديث فيما بعد وأصبح موضوعا للنقاش وإبداء الرأي للجميع. فأنا أيضا ممن يؤمن كل الإيمان بوجود الحظ في الحياة، فقد ذكره الله تعالى في كتابه العظيم. والحظ موجود وهو هبة من الله سبحانه الذي يرزق من يشاء بغير حساب، ولا شك أن هناك المحظوظين من البشر الذين وهبهم الله بجمع كل أسباب السعادة والرخاء في الحياة من مال وصحة وبنين واستقرار وراحة دونما أي جهد وبعيدا عن الصعاب، ومنهم من يعترف بذلك بنفسه، وأنه يحصل على كل أمنياته بسهولة، وبأنه الحظ ولا شيء غيره. ولكن من الخطأ أيضا أن نعتبر كل أولئك الناجحين الذين نالوا من متع الحياة والنجاح فيها أكثر من غيرهم بأنه بسبب الحظ الذي يلازمهم، فليس من العدل أن نغفل الصابرين ونتجاهل كل معاناتهم وصراعهم في الحياة، واختيارهم وتصميمهم على النجاح والسعي الدؤوب من أجل تحقيق الأهداف، لنحكم في النهاية وببساطة على نتيجة تعبهم، وحصاد صبرهم، وسنوات من جهدهم بأنه الحظ فقط. وفي نفس الوقت نصيب بالإحباط واليأس أولئك الذين لا يزالون يصارعون ويكافحون من أجل النجاح بأنهم مهما فعلوا وبذلوا من جهد فلن يحصلوا على شيء ما لم يحالفهم الحظ. فمن المهم حقا أن يتعاون الإنسان مع الحظ بالتفاؤل واليقين بأنه حتما سيحصل على الأفضل، وطالما كنت من أولئك الناس الذين يؤمنون بما يسمى بقانون الجذب، وإن الإنسان عندما يتمنى أشياء إيجابية لنفسه، ويتوقع حدوثها بقوة، ويعد نفسه لاستقبالها لا بد أن يحصل عليها، فيستبعد بالتالي كل ما هو سلبي عنه ويجذب كل الأفضل الذي يريده. فمهما ساءت ظروف الإنسان فإن عليه أن يحاول أن يصنع فرصته التي قد تغير كل مسارات حياته، والأهم هو مقابلة الحظ بلهفة مهما كان الدرب مليئا بأشكال الفشل، فاسع وتفاءل وتوقع النجاح والأفضل تنبعث منك القوة التي تجذبه إليك وتجعله حليفا لك. وتذكر دائما.. لا تعبس في وجه الحظ، ابتسم له ورحب به، يلازمك ويخترك صديقه الوفي. [email protected]