19 سبتمبر 2025
تسجيلاستمعنا في الأيام الماضية لخطاب الشيخة موزا بنت ناصر حول أزمة "كوفيد - 19" وتأثيرها على قطاع التعليم والعمل في العالم. وقارنت صاحبة السمو في حديثها أزمة "كوفيد-19" والتي من المتوقع ايجاد علاج طبي لمواجهتها، وبالتالي انحسار الفيروس وانتهاء هذه الازمة، وبين الجهل الذي اثبت في السنوات العديدة الماضية صعوبة التغلب عليه وذلك لما يتطلب من قرارات سياسية ودولية لجمع الصفوف لمواجهته وأيضا لما يحتاجه من سنوات العمل للتغلب عليه. كان في حديث الشيخة موزا بنت ناصر الكثير من الواقعية فهي لم تنكر وجود الأزمات التي عاشها العالم قبل كوفيد ١٩ والتي لا تقل أهمية عن الأزمة الحالية كالجوع والفقر والبطالة والأمية والحروب وغيرها، ولكن هذه الأزمة تبدو اكثر صعوبة من غيرها لأنها لم تصب قطاعا جغرافيا او إقليميا معينا، ولكنها اصابت بلا مبالغة كل العالم!. فكل العالم اشترك بالشعور ذاته وهو شعور الخوف، الخوف من الوضع الحالي للأزمة وتأثيره على البشرية بشكل عام والخوف ايضاً من تبعات هذه الأزمة وما سيحدث بعد انتهائها من تحديات اقتصادية وتجارية وصناعية وتعليمية وغيرها من التحديات التي ستواجه جميع القطاعات التي تأثرت عالمياً بوجود هذه الأزمة. وقفة تأمل أكثر ما استوقفني في حديث الشيخة موزا بنت ناصر هي نسبة الأعداد التي أصبحت لا تستطيع مواصلة الدراسة في الظروف الحالية لهذه الازمة والتي وصلت إلى ٩٠٪ من أعداد المنتسبين دراسيًا في العالم، كما ان الكثير منهم لا يستطيع او لا تتوفر له فرصة التعليم عن بعد. بالإضافة إلى أعداد الأشخاص الذين خسروا وظائفهم والتي صرحت بها منظمة العمل الدولية، ليصل إجمالي الوظائف المتطلب تحقيقها إلى حوالي ٤٥ مليون وظيفة في العالم. مما لا شك فيه ان هذه الأزمة أوضحت للعالم أهمية الحلول الرقمية، وان الدول التي استطاعت ان تتأقلم مع هذه الأزمة هي دول تملك خططا بديلة تشمل الحلول الرقمية لضمان الاستمرارية التشغيلية لكل قطاعات الدولة. كما كشفت ايضاً هذه الأزمة الفجوة الرقمية التي يعيشها العالم وتأثيرها على مختلف القطاعات الدولية، فلا يمكن فصل الدول المتطورة رقمياً عن غيرها في ظل هذه الأزمات الدولية نظرًا لارتباط الدول جميعها في ضرورة الاستجابة للنتائج المحتملة من هذه الأزمة. أكدت صاحبة السمو على أهمية مواجهة هذه الفجوة الرقمية وتحديدها وبلوغ حلول تتعدى المبادرات المجتمعية لتمكين الجميع من ان يكون متصلا مع العالم. أستودعكم ان وجود العالم الرقمي بصورة متطورة عند الجميع يضمن تحقيق الأهداف المتصلة بكل القطاعات التشغيلية والتعليمية والاجتماعية وغيرها. وكما انه يضمن استمرارية الحياة اليومية لجميع أفراد المجتمع لما يوفره من فرص للتواصل الاجتماعي وغيرها. لذلك فإن وجود هذه الحلول مهم جداً لمواجهة اي من الأزمات الطارئة في العالم.