16 سبتمبر 2025

تسجيل

إذا أردت شيئاً بقوة

24 ديسمبر 2020

كثيراً ما نسمع مقولة: (إذا أردت شيئاً بقوة فأطلق سراحه، فإن عاد إليك فإنه لك، وإن لم يعد فإنه لم يكن لك من البداية)، في كثير من المناسبات التي تنتهي بخسارة أو ابتعاد ما نتمنى.. نردد متحججين بهذه الفرضية.. عله يرجع إليك أو عل ختامها راحة ومواساة لقلبك (بأنه لم يكن لك..) ففي طيات الحروف سلوانا. هل أردت شيئاً بشدة لدرجة أنك ترفض الاقتناع بتركه.. وإن كان الترك مشروعاً ومجازاً.. حين تغطي قوته ضعفك.. ويعتلي خوفك من المضي بعيداً أو الوقوف على شبابيك الانتظار أكتافك.. فتقعد.. أنت لا هنا ولاهناك!. سئلت في حوار عن هذه المواقف.. ما إذا كان على الشخص الاختيار.. فأجبت بأن بالوقوف اختيارا.. وإنه قد ينظر البعض بالشفقة والاستنكار إلى اقدام المنتظر ويراها البعض ولاء وطيبة ساذجة.. ولكن من رأى بعين المنتظر..؟. هو لا يرى سراب الطيور التي يعده بها البعض إن مضى قدماً، ولا يرى براكين الغضب الذي يحذره منها من انتظر.. هو لا شك يرى سحباً خالية من السواد.. امتلأت بطيور الخوف المهاجرة مكثت في أعشش خضراء.. ومشاوير زهر وورود.. لا سقيا لهم ولا ماء.. إلا بوقوفه حارساً لما قد يأتي بعد الغياب. وقفة تأمل: قد يكون المضي أو البقاء خيارات موفقة على ما يكون من أحداث.. فلا نعمم خيار البقاء على الرفات.. ولا نعمم النصح بالترك والهدم.. لكل موقف ميزانه الخاص.. وله ما يحتوي من مشاعر ومعطيات أخرى.. فكل قرار يحمله صاحبه.. وكل صاحب قرار مسؤول عما يختار.. فلكل منا رأيه على أي من المشاهد الحياتية، ولكن يبقى الأمر بيد من هم يعيشونها بتفاصيلها. قد يكون النصح محبباً للقلوب القريبة منك، ولكن حاذر أن تكون من يتحمل مسؤولية قراراتهم.. فلا تجني إلا اللوم أو العتاب وأحيانا الذنب. أستودعكم: لا تلم النفس أو الصاحب.. فللأيام صروف. ‏ [email protected]