13 سبتمبر 2025
تسجيلناقش الفيلسوف الدنماركي سورن كيركيغاند أن الحياة عبارة عن سلسلة اختيارات، وأن هذه الخيارات هي التي من شأنها أن تضيف معنى لحياتك أو العكس، فهو لا يعترف بمعطيات المحيط أو الزمن، بل ربط ماهية حياة الشخص باختياراته، فمن رجا السعادة عليه اختيار مسببات السعادة والعكس صحيح. وعلى نقيضه ناقش الفيلسوف الألماني مارتن هيدجار في كتابه (الوجود والوقت) أن حياة الإنسان مرتبطة بالزمن الذي يعيشه، وأن كل الأنشطة الحياتية أو اليومية يجب أن ترتبط بالموت تحت ما سماه (القدوم نحو الموت BeingTowards Death) وأننا لا يمكننا العيش بأصالة حتى نعكس حياتنا على أفق الموت. وفي قراءتي أستوقفني سؤال فلسفي طرحه عليّ أستاذ قدير: إيهما أسبق.. الحياة أم الموت؟، فرددت الحياة فنحن نحيا ثم نموت ومن ثم ننشر، فأجاب على العكس، فنحن كنا أمواتاً فأحيانا لقوله تعالى: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)، فلمَ نخاف الموت وهو أصل ما كنا عليه؟.. وهنا طرح سؤالاً فلسفياً آخر: أكنت قبل الحياة في مرحلة "الموت" تخافي الحياة؟، فأجبت باستغراب: لا.. لم أكن أعي، فرد باستنكار: وهل الوعي سبب خوفك؟ أم هو علمك؟ فقلت: إن لم أفعل بعلمي.. أخاف، فختمها: إذن أفعلي.. ولا تخافي. وقفة تأمل: هناك أناس يعيشون بلا مبالاة حياتهم اليومية بمعنى أنه لا توجد قيمة فعلية لاختياراتهم تحت شعار: (كما تأتي به الظروف)، فهم لا يشكلون ملامح هذه الظروف، ولن يحاولوا التحكم بها، بل إن حاججتهم قد يجيبونك بأن الظروف هي من الغيبيات ولا نعلمها، فكيف لنا التخطيط من أجلها؟، ومنهم جماعة اختاروا عيش يومهم بساعاته، فلا تخطيط يلزم ولا طموح يرجى، مسيئين أحياناً إلى الأدلة التي يرتكزون عليها. وهناك أناس أثقلهم كثر التفكير باختياراتهم وخطواتهم فوضعوا الخطط المستقبلية والحالية للمضي قدماً، تاركين "للظروف" مساحة بسيطة للتدخل، وقد يكون من هؤلاء الناس جماعة إن واجهتهم عقبة تؤثر على خططهم يقفون أو يسقطون، جاهلين كيف لهم أن يتخطوها، فهي لم تكن من صياغ خططهم ولم يديروا لها بالاً".. فأصغر هذه العقبات قد تؤثر على أكبر طموحاتهم!. هل أنت ممن يلوم الناس على حياته؟ أو ممن تقوقع خوفاً من النهاية؟ أو عمل بما يؤمن به لنهاية جميلة؟ هل أخترت حياتك؟ أو اختيرت لك؟ هل أنت سعيد بها؟ ولما؟ هل ردك قول أو فعل "خارجي" عن عمل كنت تقوم به أو تنوي القيام به؟ هل أرضيت "كل" الأقوال والأفعال الخارجية المعاكسة لما تتمنى؟، للإنسان أهداف سامية مقدسة لا تستبدل أو تهمل، وله أهداف دنيوية تتشكل وتقاس وفق أهميتها لدى الفرد نفسه.. ما هي أهدافك؟ هل تراها وتشعر بها ؟ حققتها أم لم تفعل؟ ولما؟. في كتاب المحارب للكاتب دوغان جوجل أوغلو ذكر أن معرفة النفس هي أقسى حرب قد يشنها الإنسان في العالم وعندما تبدأ هذه الحرب لن تعرف للانتهاء طريقاً. أستودعكم: كل يوم وكل ساعة وكل لحظة.. كفيلة بمعرفة أعمق. [email protected]