17 سبتمبر 2025
تسجيلطال انتظارنا لبشائر وزارة التعليم، بتعديل تقويم العام الدراسي، وتخفيف ما يسمى بأيام التمدرس، وتقديم مواعيد الاختبارات الختامية لهذا العام، فالفصل الدراسي الثاني طويل ومرهق، وإذا بالوزارة الموقرة تفاجئ الرأي العام بقرار تقليص نصاب حصص التربية الإسلامية لطلبة المسارات الحديثة بالمرحلة الثانوية. قرار صادم لم يراعِ آراء وملاحظات أولياء الأمور والعاملين في الميدان حتى وإن ادعت الوزارة غير ذلك، فالمعلمون والموجهون فضلا عن الآباء، يؤكدون أن الوزارة اتخذت ذلك القرار الخاطئ دون الرجوع إليهم أو حتى مجرد الاسئناس برأيهم، وتم الدفع نحو إصدار القرار من بعض القيادات ومستشاريهم المتنفذين. وكان من الأحرى أن تستجيب الوزارة لمقترحات الأساتذة الفضلاء في توجيه التربية الإسلامية بزيادة عدد حصص التربية الإسلامية، وتطبيق منهج القاعدة النورانية لتلاميذ الابتدائية، وتخصيص مقرّرات دراسية مستقلة لعلوم الدين والشريعة. ومن الغريب أن يتزامن إصدار القرار المذكور مع انعقاد مؤتمر التعليم ؛ إذ اننا معنيون بترسيخ عناصرالهوية في نفوس الطلبة وفقا لأهداف التعليم، وأي فارق ننشده وراء ذلك حين نرفع شعار ( نحو تعليم يحدث فرقا ) ؟!!. ويبدو أن من اختار توقيت اصدار القرار ظن واهماً إمكانية تمريره في غمرة انشغال الناس باستقبال شهر رمضان المبارك. اما تعلّل الوزارة بما يعرف بالوزن النسبي والحرص على مواد التخصص، واستشهادها بالمعهد الديني، فإنه احتجاج في غير محله، فلماذا لم تخفض حصص اللغة الإنجليزية مثلا حيث ان هناك معاهد مختصة لتدريسها، وأين الكلام عن الحشو الزائد وتلافي التكرار عن مواد الرياضيات والعلوم التي تحولت بعض دروسها مع التطوير إلى طلاسم ومسائل محورة مشتتة للذهن ؟!. وهل تشجيع الطلبة على التخصص في علوم الدين والشريعة أقل أهمية من التخصص في غيرها ؟ ليتكم ما وضحتوا كما قال أحد المغرّدين. أما المقارنة بأنظمة تعليمية أخرى فلا يعني أن ننسلخ من هويتنا وقيمنا لنصبح تابعين منقادين. ونحن في زمن أحوج ما نكون فيه الى التمسك بثوابتنا الأصيلة من خلال تكثيف حصص التربية الإسلامية وتحصين الطلبة ضد تيارات الإلحاد وإثارة الشبهات، فهل يتأتى ذلك بتقليص حصص الشريعة ؟!. وأين هذا التحول من مطلب تعزيز الهوية الوطنية ؟!. ونرى أن الدفع باتجاه ذلك المسار يقودنا نحو عواقب سيئة. يقول الدكتورالفاضل محمد الشيب أستاذ الشريعة بجامعة قطر: يا أهل التبرير بحجة التطوير، ماء زمزم لا يباع على أهل مكة، وإنما نرفض لأن لنا صلة بالعلوم الشرعية، وبصناعة كل قرار بشأنها، فمهما طورتم في المنهج، لن يصدق جاهل فضلا عن عالم، أن مكتسبات الطالب في 3 حصص تضاهي مكتسباته في 5 أو 4 حصص. نناشد صناع القرار تحركا سريعا يصحح المسار بالتراجع عن ذلك القرار، وعلى من أًصدره أن يتقي الله في الأجيال القادمة، ويتذكر أنه محاسب أمام الله، واضعا نصب عينيه الحديث الشريف ( كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ). ◄ توجيه كريم يا مدير المعارف: إن اختيار المعلمين أمانة في ذمتك، وأنا أريد أن أخبرك بما عندي ( أنت ورئيس المعارف ) حتى أتخلص من المسؤولية، وأحاججكم عليها بين يدي الله تعالى. نحن لا نريد معلما يحضر الى هذه البلاد ومعه زيغ في العقيدة أو استهتار في الأخلاق أو إهمال في فرائض الدين. إن أبناءنا هم أغلى شيء عندنا فاستوصوا بهم خيرا، واجتهدوا غاية الاجتهاد لمصلحتهم، وإن بقاءهم على الفطرة أفضل من تعليم يجرهم للفساد والإلحاد. وحسبي الله ونعم الوكيل. الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني يرحمه الله، حاكم قطر ( 1949 - 1960 م ). [email protected]