10 سبتمبر 2025

تسجيل

الحال العربي ومنتدى الجزيرة الثالث عشر

30 أبريل 2019

افتتح منتدى الجزيرة الثالث عشر السنوي في الدوحة يوم السبت الموافق 27/4 ليومين متتابعين والذي ينظمه مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان "الخليج بين الأزمة وتراجع تأثيره الاستراتيجي". وشارك في هذا المنتدى ثلة من اهل الفكر والرأي والقلم من أقطار عربية متعددة ومن قامات فكرية عربية تعيش في المهجر. وقد افتتح سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس ادارة شبكة الجزيرة الاعلامية بكلمة جاء فيها "ان الازمة الخليجية ادت الى فقدان الثقة بين دول المجلس، وان قياداتها لم يعودوا قادرين على الاجتماع"، وقال "ان المجلس انشئ لحماية دوله من اي تهديد خارجي لكن التهديد جاء من الداخل"، واكد ان "الجزيرة ما برحت تراقب نبض المنطقة عن كثب وتنقل للعالم آمالها بدقة ونزاهة". ❷ وتحدث بعد ذلك معالي خالد المشري رئيس المجلس الاعلى للدولة في ليبيا، مشيرا الى ان الازمة الليبية التي يعيشها الشعب الليبي العربي المسلم ناتجة عن تدخلات لبعض دول الخليج العربي الى جانب قوى خارجية اخرى. وقال في هذا الشأن: "ان افشال المسار السياسي عن طريق الدعم المالي والسياسي والاعلامي والعسكري للثورة المضادة من بعض الدول ادى الى استمرار الازمة في ليبيا، والدليل على ذلك ما نراه الآن من حرب على طرابلس العاصمة، وهذا الدعم كان واضحا خلال زيارة الجنرال المتقاعد حفتر للسعودية قبل ايام من القيام بهجومه على العاصمة طرابلس، وقد اكد فريق الخبراء التابع لمجلس الامن الدولي المعني بليبيا انتهاكات الامارات لقرارات حظر التسلح المفروض على ليبيا، واكد ان الامارات نقلت الى الجنرال المتقاعد خليفة حفتر 195 آلية قتالية وطائرات عمودية، واعترفت السعودية للجنة العقوبات انها نقلت على سفينة شحن سعودية اسلحة من الامارات الى حفتر". وقال المشري ايضا "ان الولايات المتحدة الامريكية في تقرير رسمي في اغسطس 2014 اقرت ان الامارات ومصر شنتا ضربات جوية استهدفت مقاتلي الثورة في ليبيا". ثم القى الدكتور محمد مهدي اكار، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي سابقا كلمة اكد فيها ان بلاده تريد امن واستقرار الخليج العربي لأنه يلقي بظلال ايجابية على تركيا. وقال الدكتور ماجد الأنصاري استاذ بجامعة قطر ان هناك تغيرا في النظام الدولي ورؤيته تجاه العالم العربي بسبب احداث الربيع العربي الاولى والتي جعلت هناك ارتباكا تجاه ما يحدث في السودان وليبيا والجزائر اليوم، وان هناك خلافا بين اوروبا والولايات المتحدة الامريكية تجاه احداث الشرق الاوسط. وراح الانصاري يحذر من خطورة النظر الى الازمة الخليجية والعلاقات بين دول مجلس التعاون باعتبارها منفصلة عن محيطها الاقليمي والدولي، وان ما يحدث في الخليج ليس الا امتدادا طبيعيا لتغير اساسي في بنية النظام الدولي. اما الدكتور محمد المختار الشنقيطي استاذ في جامعة حمد بن خليفة فقال "ان قطر استخدمت القوة الحكيمة في التعامل مع الازمة الخليجية"، لافتا الى ان مفهوم القوى الحكيمة يرتكز على المفهوم العربي للحكمة وهو وضع الشيء في موضعه. كانت حصيلة حوارات اليوم الاول تؤكد "تآكل النفوذ السعودي في المنطقة بسبب خلافاتها السياسية والحدودية والعسكرية مع بعض دول المنطقة، مؤكدين ان صمود دولة قطر هو انتصار لمستقبل المنطقة برمتها من خلال منع الهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون. ❸ على الرغم من ان عنوان منتدى الجزيرة هذا العام هو "الخليج بين الأزمة وتراجع تأثيره الاستراتيجي" الا ان هموم العالم العربي لم تغب عن المنتدى، فالاوضاع الليبية والجزائرية والسودانية واليمنية كانت بين الهموم التي تناولها المتحدثون، ولم يغب عن المؤتمر اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في اسطنبول ولا الاعدامات الجماعية التي نفذت في مواطنين سعوديين من قبل حكومتهم دون محاكمة علنية وتوفير شروط التقاضي المعمول بها عالميا، لم تغب الحرب في اليمن واهوالها ولا تكديس السلاح من مصانع التسلح في اوروبا وامريكا في الدول الخليجية لشراء صمت هذه الدول على ما يجري في بعض الدول الخليجية من ممارسات ضد الانسان في تلك الدول. ورغم خلافنا مع الدولة السعودية الا ان ممارسة الاهانة للقيادة السعودية من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمر لم يكن مرضيا لكثير من المشاركين في المنتدى. آخر القول: ان الاهانة التي شنها الرئيس الامريكي على القيادة السعودية مؤخرا واحتقارها والحط من مكانتها بين مواطنيها وجمهور الشارع العربي والصمت الرهيب من قبل تلك القيادة على تلك الاهانات تدلل على الضعف والهوان في هرم السلطة السياسية، وتأكيد على انه نظامهم تحت حماية الرئيس الامريكي طالما ظلوا مستمرين في دفع 450 مليار دولار لأمريكا كما قال الرئيس ترامب بالامس. [email protected]