18 سبتمبر 2025
تسجيلنلاحظ هذه الأيام اندفاعًا واضحًا نحو الشهرة، وعلى مستويات عدة، ولكأن الكون أصبح في حرب سريعة من أجل "احتلال" الأماكن، والتربع على بعض المناصب، وكسب بعض/ كل المخرجات. الله وحدهُ يضع الموهبة في شخص معين، ولا يضعها في جميع البشر، وإلا لأصبح كل البشر شعراء وملحنين وروائيين ومسرحيين ومطربين، ولم يعد هنالك من يستمع أو يشاهد. كما أن الله سبحانه وتعالى قد يضع موهبة واحدة في شخص واحد، ولا يضع لهذا الشخص أكثر من ذلك إلا ما ندر. لكن الملاحظ في أوساطنا الثقافية والفنية أن هنالك أشخاصًا يريدون أن يكونوا موهوبين في كل شيء! قد يكون أحدهم شاعرًا، لا بأس، ولكن ليس بالضرورة يصلح لأن يكون مطربًا!؟ وقد تكون إحداهن فنانة تشكيلية متواضعة، ولكن ليس بالضرورة أنها تمتلك موهبة كتابة الرواية أو المسرحية! وقد يكون أحدهم ذا خيال جيد في الإخراج المسرحي، ولكن ليس بالضرورة أن يطمح لأن يكون مذيعًا تلفزيونيًا! أوصحفيًا ناجحًا! إن كل موهبة لها توصيفاتها وإمكاناتها وحدودها، ومن غير المُستحب أن "يركض" الإنسان، أو "ينط" من مكان لآخر، أو لا يدعم موهبته بالقراءة والتعَلّم، ويجلس في الليل يفكر كيف يكون مشهورًا أكثر، ويخطط لأن يكون متواجدًا في كل الفعاليات والتجمعات؛ التي ليست من مجال تخصصه، ويعرض موهبته بقصد جذب الصحافة أو الإذاعة أو التلفزيون!! جميل أن يصقل الموهوب موهبته ويبدع في مجال تخصصه، ويدعم ذلك بالاطلاع، بل والإتيان بأفكار ورؤى جديدة خاصة به، خصوصًا في مجال الإبداع المفتوح والقابل للتطور والنماء. ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال "اللهاث" وراء أكثر من تخصص، وعدم التركيز على الموهبة، و"الانشداه" للظهور في وسائل الإعلام. ومن أغرب ما سمعته، ضمن هذا اللهاث " سعي" إحداهن لأن تكون مذيعة تلفزيونية، وهي تحمل بعض العيوب " الخَلقية" – بفتح الخاء – حيث إنها لا تنظق الأحرف نطقًا سليمًا، كما أنها لا تعرف شيئًا عن قواعد اللغة العربية! حب الظهور، والتسرع نحو الشهرة من مظاهر هذا العصر، الذي تشوهت فيه القيم والقواعد، واختلط فيه "الحابل بالنابل"!