11 سبتمبر 2025

تسجيل

العمالة الوافدة وهويتنا

30 أبريل 2014

من اهم المشاكل التي تواجهنا في المرحلة القادمة هي الحفاظ على هويتنا العربية والاسلامية ، عندما تستمع إلى الرجل الكبير وهو يخاطب السائق ويقول له (انت يروه سوق) ، فكيف بالأطفال الصغار وهم يتربون في أحضان الخادمة والسائق، فكيف تكون لغتهم وما هي اخلاقياتهم . من أهم عوامل وحدة الشعوب هي الدين واللغة والعادات والتقاليد ، كم من الوقائع تشير إلى دور العمالة الوافدة في تغيير قيمنا الاسلامية، فهناك من الخادمات من تجعل ركنا في غرفتها لربها ولعبادتها ، وقد يدخل بعض الأطفال غرفتها بسبب العلاقة الوطيدة التي تربطها بهم ، فيجد الأطفال الرب أو الآلهة التي تتجسد أمام أعينهم والخشوع والتذلل أمامها ، وللأسف بعض الأطفال محرومون من دخول المساجد بسبب انشغال الوالدين عن الصلاة ، فيخرج الطفل ضعيفا في معتقداته وقيمه الدينية . وهناك معابد صغيرة وجدناها في بعض الدول الخليجية عند محلات تنظيف الملابس ، وبعض الشركات وبيوت العمال ... مما يؤثر سلبا على الصورة الجمالية للوحدة الدينية للشعوب الخليجية. وإذا تأملنا واقع لغتنا العربية نجد أنفسنا أمام لغة مهجنة خليط مع اللغة العربية وهي اللغة الهندية والإنجليزية ، فتجد تغيرا في الألفاظ، إذ يقلبون الحاء هاءً، والخاء كافاً، والشين سيناً. ولا تجد أي استخدام لأدوات الربط كحروف الجر(أنا يروح سيارة) بدلا من (أروح إلى السيارة)، (مفتاح بيت)، بدلا من (مفتاح البيت). وهم لا يستخدمون (ال) التعريف مثل (أجيب سيارة) بدلاً من (السيارة ) و (ودي مدرسة) بدلاً من (المدرسة) .المفردات المستعملة قليلة ومحدودة تكاد تنحصر في عدد من الأفعال ، وبعض من الضمائر، وبعض الأسماء . إلى غير ذلك من صفات الخاصة بهذه اللغة المهجنة . فما اللغة التي سيخرج بها أبناؤنا من مصاحبة الخادمة أو السائق . تبين الدراسات في دولة قطر أن أهم مشكلة يشتكي منها النساء في حياتهن الأسرية من قبل الأزواج عدم تحمل المسؤولية ، وقد يكون السبب ظاهرا وهو كثرة الخدم في البيوت بحيث نجد البنت تتزوج وهي لا تعرف عن الطبخ شيئاً والرجل لا يستطيع أن يتحمل أبسط أنواع المسؤولية بل يريد أن يكون حراً طليقاً يسافر وينتقل والزوجة تتحمل أعباء الأسرة . فالدراسات تشير إلى ان غالب الأخطاء التي يقع فيها المتزوجون لها أصول تربوية تتعلق بالطفل وهو صغير ، فعندما يتربى الطفل على تحمل المسؤولة منذ طفولته وتوفر له الأجواء والوسائل التي تعينه على التحلي بهذه الصفة ، يكبر وهو مستعد لتحمل أعباء الأسرة . هناك خطورة كبيرة تشكلها العمالة الوافدة وهي ممارستهم لقيمهم وعاداتهم وتأثرنا بها فأدخلوا على مجتمعاتنا أنماطاً وأنواعاً لم تكن معروفة مثل صناعة الخمور والترويج للمخدرات والتزوير والتزييف. وزيادة أعداد الجرائم المرتكبة من قبل العمالة الوافدة، سواء من الناحية الكمية أو الكيفية وانتشار جرائم لم تكن معروفة في المجتمع ، ولديهم ملابس خاصة وعادات لا نتفق معها متعلقة بنظافة الإنسان . إن السؤال الذي لابد أن نطرحه على أنفسنا لماذا تأثرنا بهم ولم نؤثر عليهم؟ فابن خلدون يبين أن المجتمع الضعيف يتأثر بالمجتمع القوي . هل نحن ضعاف إلى هذه الدرجة بحيث نتأثر بلغتهم وعاداتهم وتقاليدهم ؟ ماذا قدمنا لكي نحمي أنفسنا وابناءنا من هذه المخاطر ؟ هل لنا دور في تعليمهم مبادئ ديننا وقيمنا ولغتنا العربية الصحيحة.