الحب لا يعرف العمر

تزوجت المرأة الثرية شابا وسيما تكبره في السن بينهما جيلان تقريبا، وهي تتكفل بكل مصاريفه فيعيشان تحت سقف واحد، وتفتخر بوسامة الشاب فهي تنتقل معه من مجمع إلى آخر وتمسك بيده وسط الناس، مفتخرة به، وبعد مرور فترة زمنية أحس الشاب برغبته في الزواج بشابة في سنه، يعيشان معا ويتغامران وينتقلان من مكان إلى مكان. طبيعة كل إنسان أن يعيش مع من يتقارب معه في السن. فكانت صدمة كبيرة للزوجة الأولى.ذاك الرجل المسن الذي تزوج من شابة أصغر من بناته، ورغم ما حصلت من مهر وبيت واسع وسيارة فارهة، وأرصدة في البنك وأسهم، ومع كل ذلك طلبت الطلاق.لماذا تزوج الشاب على زوجته؟ لماذا تطلقت الشابة من الرجل الكبير؟للسن قيمة مهمة في اسعاد الحياة الزوجية، ويساعد على تحقيق الأهداف الزوجية من خلال التكامل والتجانس بين الزوجين، فالتقارب في السن يسهل علينا فهم بعضنا البعض، وكم من زواج انتهى بالفشل ؛ لأن الزوجين لم يكن بينهما تكافؤ، ولم يحققا المودة والرحمة بينهما.قد يكون هدفهما واضحا الشاب والشابة تزوجا من هو أكبر منهما سنا لهدف معين وهو كسب المال فتقول البنات " الشاب يعل والرجل الكبير يدلل ".ومما سبق يتضح لنا:1 — أن من أهم مقاصد الزواج لكلا الطرفين المتعة الجسدية، وقد يعجز الرجل عن اعطاء حق الزوجة. وقد تكون النتيجة التوجه إلى الصبر أو إلى الحرام.2 — هذه الفتاة تعوض حرمانها بأخذ الأموال، فتستنزف ماله... وهي تتطلع إلى سواه.4 — في هذا الزواج ضرر صحي بالغ لكلا الطرفين، فالفتاة لا تكتمل متعتها الجنسية معه، وهذا يؤثر على نفسيتها وعلى صحتها العامة.5 — والرجل الكبير لديه رغبة في اشباع رغباته ورغبات الطرف الثاني، يتطلب منه أن يتناول بعض الأدوية المقوية وقد تتعبه هذه الأدوية خصوصا إذا تناول كميات كبيرة. فيقع في أمراض وتضعف رغبته الجنسية فيصاب بعدم الثقة بنفسه والضعف أمام زوجته.السؤال الذي يطرح نفسه ما هو فارق السن المناسب بين الزوجين؟هناك اختلاف كبير بين الناس في تحديد هذا الفارق، وأفضل الآراء أن يكون الفارق بين الاثنين من خمس إلى عشر سنين. فيكون الشاب أكبر من الفتاة.لأن الفتاة أسرع نضجاً من الفتى في العمر نفسه، ففارق السن له دور كبير في استقرار الأسرة فبخبرته كرجل له دور في إدارة البيت ومعالجة المشاكل، وبعد إنجاب المرأة يكون الرجل في سن الخمسين أكثر شباباً من المرأة في السن، فهو يعطيها الحماية وهي تعطيه الحنان والحب.ويرى (فان دفلد) في كتابه الزواج المثالي: أن يتزوج الرجل والمرأة في سن مبكرة متساوية أو متقاربة، ويرى أيضاً أن يكون الرجل أكبر من المرأة سناً وأكثر خبرة، ولكن إذا زادت سنه عن سنها بعشر سنوات، فلن يكون في ريعان الشباب.أهمية الزواج من سن متقاربة يذكر علماء النفس نقاطا معينة منها:1 — اختيار السن المماثلة والمتقاربة دليل على نضج المجتمع ومسايرة العرف والمعروف.2 — ظروف المعيشة والحياة تجعل الواجبات والتبعات مشاركة بين الزوجين.3 — عند تقارب السن بين الزوجين تتقارب أفكارهما ونظرتهما للحياة ومطالب الأسرة وتتحد آراؤهما في تربية الأطفال وتقدير الأمور.4 — يتقارب الوضع الاجتماعي في درجات الوظائف، ولا يحدث تفاوت كبير بين الزوجين في الأحلام والآمال والطموح عكس ما يحدث إذا كان كل من الزوجين من جيل مختلف.أكدت الكثير من الدراسات أن الأطفال أكثر من يدفعون الثمن نتيجة العلاقات الزوجية القائمة على فجوة عمرية كبيرة بين الزوجين، بسبب صعوبة الاتفاق على اسلوب تربوي مناسب لهم، وكثرة الخلافات، واحتمالات الموت المبكر لأحد الوالدين (الأكبر سنا)، وأرملة وأطفال صغار في وضع معقد للغاية.والدراسة المسحية التي أمامنا بينت أن هناك تقاربا أكثر بين المتزوجين كلما ارتفع المستوى التعليمي لدى الفرد.