11 سبتمبر 2025
تسجيلتحتار المخطوبة في قبول السكن عند أهل الزوج (بيت العود) فهناك مخاوف كثيرة تراودها مثل هل تتأقلم معهم؟ هل تشعر بالراحة والسعادة مع أهل الزوج؟ ما صحة ما تشاهد وتسمع من وسائل الإعلام من دور أم الزوج في إثارة المشاكل؟ هل تشعر بحريتها؟ هل تشعر بأنها تملك بيتا؟ ما الدافع لها لأن تستقر في بيت غير مستقل؟... أسئلة كثيرة جداً. فتسأل صديقاتها وتتصفح صفحات الكمبيوتر وتستمع إلى تجارب الآخرين.لا شك أن التجارب مختلفة، ولا يمكن تجاهل بعضها البعض فمن الزوجات من لا ترغب في الخروج من بيت أهل الزوج أبداً رغم عرض الزوج لزوجته الخروج وبناء مسكن جديد. وهي مصرة على الاستمرار في بيت اب الزوج (العود)، ومن الزوجات من لا يرغبن في الزواج إلا في بيت مستقل، فهناك شرط من بداية الزواج.نساء يتميزن بحب الناس والجلوس مع الآخرين وحسن الحديث وينزلن الناس منازلهم، ويحلمن بالحياة القديمة جو الجد والجدة والأهل، ويشعرون الأبناء بحنان الأقارب وحبهم ولهم دور كبير في الحفاظ على هويتهم وقيمهم، فالدراسات تبين أن الأبناء الذين يعيشون في الأسرة المركبة (بيت العود) يتميزون بالحفاظ على قيمهم المجتمعية أكثر من غيرهم، وتعتبر اللمة واجتماع الأهل وحديثهم من ضروريات الحياة بدونها يشعرون بالضيق والضجر.ونساء لا يفضلن هذه اللمة ولا كثرة الاجتماعات بل يعتبرونها عبارة عن اجتماعات تفرض عليهن ضغوطا إضافية من مواقف معينة وتصرفات خاصة، وما يجدنه من منع للحريات فلا تستطيع أن تلبس ما تريد وتطبخ ما تحب وليس لديها بيتها المستقل ولا تستطيع أن تفرش بيتها فالبيت عبارة عن غرفة فقط رغم ما يشاهده الناس من كبر حجم المنزل إلا أن نصيبها لا يذكر، ومن جانب آخر تخاف من تدخل الأهل في تربية أبنائهم وتعليمهم، بل تدخلهم في حياتهم الخاصة فتجد الزوجة أن جميع خصوصياتها عند أهل الزوج يعرفون أدق تفاصيل حياتهم. ومن سلبياتها عدم التفاهم بين الزوجة وزوجات أشقاء الزوج أو عدم التفاهم مع الحماة. كما أن ضعف الرقابة على الأبناء وكثرة التدليل من الأجداد في بعض الأسر يفسد الأطفال، ويضعف السيطرة عليهم، خصوصا في ظل وجود الفضائيات والإنترنت وهي من الوسائل التي تفتح الباب لوقوع المفاسد خصوصا في ظل غياب ضوابط منع الاختلاط، وما يترتب عليه من الوقوع في الآثام لا قدر الله.من النساء من تفضل البيت العود لعدم مقدرتها على تحمل المسؤولية من إدارة لمنزل مستقل وهي مشغولة بعملها وإنجازاتها، فتصبر على كل ما يسبب آلاما نفسية أو مادية حتى تنفجر ويحدث الطلاق.فزوجة طلبت الطلاق بسبب تدخل العم في تربية ابنائها فتكلمت مع العم بعدم ضرب الأبناء عندما يخطئون، فقط عليه أن يبين لهم الصواب والخطأ، فما كان منه الا أن ضرب الأطفال ضربا مبرحاً بعض الشيء، ولم تجد الزوجة أي سند من قبل الزوج فما كان منها الا أنها رفعت صوتها وتطالب العم بعدم التدخل فرفض العم وبشدة وان هؤلاء أبناء أخيه ومن حقه أن يفعل ما يريد، ومن خلال هذا الموقف البسيط في اعتقادي زادت الفجوة بين الطرفين وحدث الطلاق.ونحن نعرض لكم نتيجة استبانة قام بها موقع الكتروني وهو موقع "لها أون لاين"وكان السؤال الذي تم طرحه كالتالي: "هل تقبلين السكن في بيت عائلة زوجك؟ أم تصرين على الاستقلالية في بيت خاص حتى ولو أدى ذلك إلى تأخر زواجك؟وجاء العدد الإجمالي للمصوتات 1181 وصلت نسبة المؤيدات فيه إلى 36.7 % بواقع 433 صوتا.ونسبة الرافضات 52 % بواقع614 صوتا.أما اللائي لم يصلن لاختيار تام، ومترددات بين القبول والرفض فكان 134 صوتا بما نسبته: 11.3 %فنسبة الرافضات تساوي 52 % وهي نسبة كبيرة بالنسبة للمؤيدات اللاتي تصل نسبتهن إلى 36.7 %. ولكن إذا نظرنا إلى المجتمع القطري فنجد أن الدراسات المسحية تبين أن نسبة القطريين الساكنين عند أهل الزوج تصل إلى 81 % عام 2011م، كما بينت الدراسات المسحية.فمن الحلول أن تتوافر الاستقلالية لكل أسرة صغيرة داخل الأسرة الكبيرة، بمعنى أن هناك غطاءً أو مظلة تشمل الجميع اسمها العائلة الكبيرة، لكن يكون لكل كيان صغير أو أسرة ناشئة حرية واسعة، فالشكل التقليدي غير مناسب في الأسرة الممتدة في عصر الأسرة النووية.