13 سبتمبر 2025

تسجيل

أوصاف الرجال المرفوضة عند عموم النساء 1-2

30 أبريل 2013

في الحديث الشريف "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" فقوله صلى الله عليه وآله وسلم "من ترضون" دليل على أن من يجيء فيهم من نَرْضى دينَه وخلقَه وفيهم من لا نرضى دينه وخلقه. وفي رواية عن ابن عمر مرفوعاً إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته" ولكي يستقر عقد الزوجية ويقوى بناؤه لابد أن يكون تدين وخلق كل من الطرفين محل رضا، وقبول؛ حتى لا تنفك عرى هذا العقد عند أول مطرقة من مطارق الحياة ولَأْوَائِها. وسنعرض هنا لبعض نماذج من الرجال لا تحبذها النساء لأوصاف وسلوكيات تعكر صفو الحياة الزوجية، وتجعل الحياة غير مستقرة ولا آمنة، وذلك لاختلال قيم التدين والأخلاق، كَانَ بَعضهم يَأْكُل وَمَعَهُ على الْمَائِدَة ابْنه وَزَوجته؛ فَقَالَ: لعن الله الزحمة؛ فَقَالَ لَهُ ابْنه: يَا أبه، تعنيني؟ فَلَيْسَ هَا هُنَا غَيْرِي وَغير أُمِّي. فردَّ عليه الأب البخيل الشحيح: أفترى أَعْنِي نَفسِي؟ نسي هذا البخيل الحديث الشريف أن "خير الطعام ما كثرت عليه الأيدي" ومن أبواب كسب الأجر "اللقمة تضعها فِي في امرأتك" وفضلاً عن هذا فإنه لا يأكل أحد من رزق أحد شيئاً، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها كما في الحديث. وهذا نموذج يُدْعى "أبو الفضل" من نوادره في البخل على الطعام: أنه قعد يوماً يأكل مع زوجته طعاماً فقال لها: اكشفي رأسك. ففعلت، فقرأ سورة الإخلاص، فقالت: ما الخبر؟ فقال: إذا كشفت المرأة رأسها لم تحضر الملائكة، وإذا قرئت سورة الإخلاص هربت الشياطين، وأنا أكره الزحمة على المائدة. ويكفيه في طرد الشياطين من بيته وعدم مشاركتهم له في طعامه تسميته عند دخول المنزل وعند تناول الطعام فلا تصيب الشياطين شيئاً من طعامه ولا شرابه، ثُمَّ إن الملائكة لا تأكل ولا تشرب ولا تتناكح ولا تتناسل فما ثمة حاجة إلى ما فعله توَهُّما كيلا تحضر الملائكة طعامه. وهذا نموذج بلغ من الشح مبلغاً لا مزيد عليه إذا وصل درهمٌ إلى يده أخرج له شهادة وفاة، فلا تصل إليه يد حتى يد أهله خطب خالد بن صفوان امرأة فقال: أنا خالد بن صفوان؛ والحَسَب على ما قد علمتِهِ، وكثرة المال على ما قد بَلَغَك، وفيَّ خصال سأبيّنها لك فتقدمين عليّ أو تدعين؛ قالت: وما هي؟ قال: إن الحرّة إذا دنت منّي أملّتني، وإذا تباعدت عني أعلّتني، ولا سبيل إلى درهمي وديناري، ويأتي عليّ ساعة من الملال لو أنّ رأسي في يدي نبذته؛ فقالت: قد فهمنا مقالتك ووعينا ما ذكرت، وفيك بحمد الله خصال لا نرضاها لبنات إبليس، فانصرف رحمك الله. وقد أورد صاحب القوت: أنّ رجلاً أراد أنْ يتزوج فقال للمرأة: إنّ لي أخلاقًا أوقفك عليها فإن رضيت بها تزوّجتك فقالت: افعل فقال: أنا رجل ملول حقود، سيئ الظن غيور، ضيق الصدر واسع الضرب، إنْ كثرت عندي مللت، وإنْ أبعدت قلقت، وإنْ تكلمت أوغرت صدري، وإنْ سكت أشغلت قلبي، فقالت المرأة: أما بعد فقد ذكرت من نفسك أخلاقاً ماكنا نرضاها لبنات إبليس فكيف نرضاها لبنات آدم، انصرف راشداً لا حاجة لنا بك". وربما كثرت شواغل الرجل حتى يذهل عن أهله، وذلك مما لا تتحمله المرأة وربما تحركت حماته فأخذت بثأر ابنتها. قال أبو القاسم عبيد الله بن عمر البقال: تزوّج شيخنا أبو عبد الله ابن المحرّم، وقال لي: لمّا حُمِلت إليّ المرأة جلست في بعض الأيّام أكتب شيئاً على العادة، والمحبرة بين يديّ، فجاءت أمّها، فأخذت المحبرة، فضربت بها الأرض، فكسرتها، فقلت لها في ذلك، فقالت: هذه شرّ على ابنتي من ثلاثمائة ضرّة. قال الزبير بن بكارٍ: قالت بنت أختي لأهلي: خالي خير رجلٍ لأهله، لا يتخّذ ضرّةً، ولا يشتهي جاريةً؛ فقالت لها المرأة: والله لهذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر. والزوج الناجح من يجعل البيت للبيت والعمل للعمل، قال تعالى: (وَأقِيمُوا الْوَزْن بِالْقِسْطِ وَلَا تخسروا الْمِيزَان). والبخل أشد ما تكره المرأة في الرجل كان أبو الأسود معروفاً بالبخل: ومن أخباره في ذلك حتى على دوابه ؛ قيل إنه سمع دابّة له تعتلف في جوف الليل، فقال: إني لأراك تسهرين في مالي والناس نيام، والله لا تصبحين عندي. وباعها. وقف أَعْرَابِي على أبي الْأسود وَهُوَ يتغدى، فَسلم عَلَيْهِ، فَرد عَلَيْهِ، ثمَّ أقبل على الْأكل، وَلم يعرض عَلَيْهِ؛ فَقَالَ لَهُ الْأَعرَابِي: أما إِنِّي قد مَرَرْت بأهلك. قَالَ: ذَاك كَانَ طريقك. قَالَ: هم صَالِحُونَ. قَالَ: كَذَاك فَارَقْتهمْ. قَالَ: وامرأتك حُبْلَى. قَالَ: كَذَاك عهدتها. قَالَ: ولدت. قَالَ: مَا كَانَ لَهَا بُد من أَن تَلد. قَالَ: ولدت غلامين. قَالَ: كَذَاك كَانَت أمهَا. قَالَ: مَاتَ أَحدهمَا. قَالَ: مَا كَانَت تقوى على إِرْضَاع اثْنَيْنِ. قَالَ: ثمَّ مَاتَ الآخر. قَالَ: مَا كَانَ ليبقى بعد أَخِيه. قَالَ: وَمَاتَتْ الْأُم. قَالَ: حزنا على وَلَدهَا. قَالَ: مَا أطيب طَعَامك. قَالَ: ذَلِك حداني على أكله. قَالَ: أُفٍّ لَك مَا ألأمك. قَالَ: من شَاءَ سبّ صَاحبه. أرأيت إلى هذه الدرجة لا يلتفت عن الطعام، ولا يصرف نظره عنه إلى أي شيء آخر، مهما كان هذا الصارف. ولهؤلاء سلف لم يُقره رسول الله صلوات الله وسلامه عليه على بخله وأفتى زوجه بأن تأخذ من ماله — بغير علمه — كفايتها فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ امْرَأَةُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، لَا يُعْطِينِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ جُنَاحٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ»،