16 سبتمبر 2025

تسجيل

روحانية الإسلام ومدعي الأوهام

30 مارس 2023

• انتشرت في السنوات الماضية دورات الطاقة وشحن الطاقة ودورات الجذب والثراء وغيرها من دورات وبرامج تدريبية حضوريا او عبر المنصات الالكترونية وغيرها من مواقع وحسابات. • يسعى كثيرون إلى الراحة النفسية والبحث عن الطمأنينة والسكينة والهدوء النفسي الذي يجعل أيامك سعيدة، ويجعلهم إيجابيين وفاعلين ومؤثرين بالروح الطيبة التي تسكنهم. • يسعى كثيرون للبحث عن باب يعيد لهم توازنهم الروحي، وتوازنهم الفكري ما يؤهلهم لاختيار القرارات ومن عمل وإنجاز. • يسعى كثيرون للبحث في المواقع الالكترونية وفي الحسابات الكثيرة عن أسماء مدربين واختصاصيين نفسيين ومدربي ممارسة وعيش حياة. معتقدين أن هؤلاء يملكون العصا السحرية التي ستمنحهم السعادة والرضا والراحة النفسية. • كم من أشخاص يدفعون المبالغ لمدعي العلاج والخبرة. لشراء تلك السكينة ورغم ذلك لا يجدونها؛ بل تأتي بنتائج عكسية من سرقة أموالهم ووقتهم وجعلهم ينتظرون أملا وسعادة لا يستطيعون منحها أنفسهم فكيف بهم أن يمنحونها غيرهم؟! • كمسلمين خصنا الله سبحانه وتعالى بدين الاسلام وما جاء من كتاب الله القرآن الكريم وما نزلت به من سور وآيات تتلى لقيام الساعة، وما جاءت به سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من تعاليم وأحاديث وتطبيق منهج القرآن ومنهج الحياة ومنهج التعامل والتعايش ما يحقق السعادة والطمأنينة والرضا عن كل شيء خصهم به الله سبحانه وتعالى. • السعادة الحقيقية القرب من الله سبحانه وتعالى، مناجاته والدعاء بكل ما يسكن الروح والفكر. السعادة بقراءة القرآن الكريم وتدبره وفهمه والتمعن في تدبر آياته التي مهما قرأنا القرآن إلا أننا سنكتشف من الآيات التي تخاطب الحالة النفسية التي يكون عليها الشخص وكأنها أنزلت لتكون له الراحة والسلوى في همومه وضيقه. • الوقوف بين يدي الله صلاة ودعاء، والخلوة الروحية بتفكر وتسبيح وتهليل وتأمل في خلق الله وما سخره لنا من كون وكائنات. يمنحها تجديد نفسي وروحي يجعل الله بفضل الله قويا ومواجها ومجابها للهموم والمنغصات. • السعادة الحقيقية بالعيش والتمعن في السيرة النبوية لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وتعامله مع زوجاته أمهات المؤمنين صلوات الله عليهم وقصصه ومواقفه مع الصغير والكبير والشيخ ومع صاحبات خديجة رضي الله عنها ومع الحيوان والجماد. السيرة الذاتية وقصص الصحابة رضوان الله عليهم تدريب وتعليم نفسي وحياتي. • السلام الروحي يبدأ ويتحقق من جهاد الانسان ذاته ونفسه في مخالفة هواه. وفي السعي لتغيير نفسه من الداخل. تغيير السلبيات والامور المزعجة. ومحاولة تدريب الروح على تقبل الواقع المزعج بهدوء وسكينة روح. • الراحة النفسية والروحية مطلب كل إنسان في هذا الكون. ومع الهموم والضيق رغم تأثيرها على صاحبها. إلا أنها كفارة وترفيع للدرجات. عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما مرفوعاً: «ما يُصيب المسلم من نَصب، ولا وصَب، ولا هَمِّ، ولا حَزن، ولا أَذى، ولا غَمِّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه». • آخر جرة قلم: يسعى من يسعى للإدمان والكحول والهروب والعلاجات. دون سعي حقيقي لتغيير الذات من الداخل ومخالفة الهوى. تطبيقا لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} {الرعد:11}. ودون سعي حقيقي وصادق للاقتراب من الله سبحانه ومناجاته والتدبر بآيات القرآن الكريم. وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مع أهمية وجود الصاحب الصالح الصادق والأمين في نصحه وقوله وفي صحبته التي تكون صادقة في المواقف الصعبة وتنتشل الروح المتعبة من هوة الضيق والحزن. قال الله تعالى: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنـزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) [ التوبة: 40] الصحبة الصادقة والأمينة تكون قريبة بالنصح والانصات والاحتواء.