11 سبتمبر 2025
تسجيلكلما استبشرنا خيرا ببدء المباحثات السعودية اليمنية لإنهاء الأزمة المتفاقمة في اليمن عاد الحوثيون ليعيدوا المسألة من الصفر فالهجمات المتكررة على مصافي البترول ومحطات تكرار النفط الخام وتصفيته السعودية لابد أنها تؤثر سلبا على سير هذه المباحثات لا سيما وأن الرياض أعلنت عن سياسة ضبط النفس رحمة بالمدنيين اليمنيين الأبرياء والذين يمكن أن يذهبوا ضحية غارات التحالف في المواقع المستهدفة للحوثيين والذين يعمدون إلى إنشاء حزامات بشرية من هؤلاء لعدم استهداف مواقعهم كما يسرعون للاختباء في الحارات المأهولة بالسكان ليضمنوا عدم تعرضهم لمثل هذه الهجمات من التحالف واليوم يقوم هذا الطرف وأعني الحوثيين بإفشال سير هذه المباحثات حتى قبل أن تبدأ وإن كان قد قرر المباشرة بها منذ الأمس لكن الجانب الحوثي يصر على عرقلة كل من شأنه أن يوقف الحرب وهذا يخالف دعواتهم الباهتة في أن قتالهم ما هو إلا دفاع عن وطنهم وشعبهم ولا نعلم أي دفاع هذا وهم يفشلون حتى في رسم خارطة واضحة لموقفهم ودورهم في إنجاح هذه المبادرة التي تسعى في أولها ونهايتها لإيقاف هجمات التحالف وهجمات الحوثيين على خط متواز واحد وفتح ممر واضح لرفع الحصار عن اليمن برقعته الشمالية وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات الداخلية والإقليمية والدولية وإنعاش الأسواق اليمنية ببضائع مختلفة لسد ثغرات الغلاء الفاحش الذي يمارسه التجار الجشعون بحق شعب اليمن والقضاء على السوق السوداء في بيع البترول ومشتقاته وهو ما يمثل اليوم كارثة اقتصادية لشعب أنهكه حكم الحوثيين الذي يتجزأ لما هو ظاهر لا يمت بأي صلة لما كان خافيا عن عيون الإعلام والمراقبين الذين ينظرون إلى اليمن وشعبه اليوم على أنه يمثل أكبر أزمة إنسانية في العهد الحديث في العالم بأسره متفوقا على ما كان عليه العراق بعد القضاء على صدام حسين وبدء الغزو والاحتلال الأمريكي له وما كان تمر به الصومال في عز حروبها الأهلية التي جعلت الشعب آنذلك في أوضاع إنسانية مؤسفة وما يمر لبنان فيه الآن من أزمة الغذاء والدواء معا ورغم الغلاء الكبير الذي لا يقاس بالعملة الوطنية المنهارة وبات كل شيء يسير بالعملة الخضراء الأمريكية الصعبة لكن اليمن يتصدر مشهد العوز والحاجة والفقر اليوم لأنه بات يسير للأسف إلى مصير يشبه إلى حد كبير مصير سوريا المتفجرة بالأسلحة والتي ضاعت المعارضة السورية في أصوات الرصاص لحروب أهلية وحزبية باتت تجري في الشوارع ولم يعد الصديق معروفا ولا العدو ولذا نرى اليوم يمنيين يتقاتلون بينهم وبين بعضهم لأن الهوية اليمنية التي كانت تجمعهم في الدين واللغة والعادات والتقاليد والعرف انشقت لنصفين ولم يعد هذا يثق بذاك لأن الطمع وقف حائلا بينهما وكل منهما يريد لأطماعه أن تتحقق وإلا فإن القتل أصبح لغة دارجة للأسف وهذا ليس ذنب الأول ولا الثاني لكنه ذنب الجهل الذي علم هذين بأنه يجب أن يتعصب لمبدئه الفارغ من أي منطق ولا واقعية وهذا ما حرص الحوثيون أن يربوا في نفوس اليمنيين البسطاء وهم في هذا لا يمكن أن يكونوا من النسيج المجتمعي للمجتمع اليمني الذي يعود إليه أصول العرب فإذا هو المجتمع الذي يمارس شعب العاصمة صنعاء على الحفاظ على مذهبه السني بأي طريقة كانت بعد أن تخالفت المذاهب في المدارس والمساجد وهي سياسة ذكية للحوثيين لتركيزهم على العبادة والدراسة وهما ما تتربى عليه أجيال اليمن وهي وإن كانت سياسة ذكية من هؤلاء إلا أنها سياسة خبيثة يعرف الحوثيون جيدا كيف يمكن أن تتسلل بين هذه الأجيال التي باتت ترى هذه الفئة هم مستقبل اليمن وليس جزءا من الماضي كما هو مفترض من قبائل اليمن الذين خانوا التصور لدى الشعوب العربية بأنها سوف تستنفر قواتها وسلاحها لدحر الحوثيين الذين كانوا يمثلون آنذاك مجرد جماعة وعصابة واليوم يمثلون للأسف دولة وما أعظمها من كلمة خصوصا وإنهم باتوا طرفا في هذه المباحثات التي للأسف أكاد أجزم بفشلها إن كانت شروطهم محبطة منذ البداية لا سيما وأن من يقع في المنتصف هو شعب ما عاد يفكر إلا في توفير قوت ماعاد موجودا اليوم أيضا !. [email protected] @ebtesam777