29 سبتمبر 2025

تسجيل

الوقت يطير

30 مارس 2022

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يساورنا شعور بأنه لم يمر سوى وقت قصير جداً على انتهاء رمضان الماضي، وأن الوقت يسير أسرع من السابق. فقد كانت السنة تمر ببطء، ونستمتع بها بشكل أكبر، وتحدث بها أحداث كثيرة. بينما في وقتنا الحالي نشعر وكأنه لم تحدث أي أحداث تذكر، ولا نستطيع تذكر كيف مرت الشهور الماضية بهذه السرعة. فما هو السبب في هذه الظاهرة؟ يرجح الباحثون أن السبب في ذلك هو تقدمنا في السن. فالسنة بالنسبة لطفل عمره ١٠ سنوات هي ١/١٠ من عمره، إذن فهي فترة تعتبر كبيرة بالمقارنة مع عمره الذي عاشه، بينما بالنسبة لشخص عمره ٤٠ عاماً فهي ١/٤٠ من عمره، أي مدة قصيرة لا تكاد تذكر. وكذلك لو حسبنا ١٠ سنوات، فهي لذلك الطفل هي عمره كله، بينما للشخص الذي بلغ ٤٠ سنة فهي ربع عمره فقط. أي أنه كلما تقدمنا في العمر وزاد عدد السنوات، فإن نظرتنا للسنة الواحدة تصغر وتصغر. من ناحية أخرى، فبالنسبة للطفل، فإن أغلب التجارب والأحداث التي ستمر عليه سيشهدها للمرة الأولى، أما بالنسبة لك عزيزي القارئ فإن هذه الحوادث قد تكررت سابقاً. فخلال سنة واحدة، كم حدث ستراه للمرة الأولى؟ وفي المقابل كم حدث سيراه الطفل للمرة الأولى؟ وعقل البشر يتذكر المرات الأولى بشكل أفضل من المرات المتكررة. فقد تستطيع تذكر أول رمضان صمت به، ولكن من الصعب عليك أن تتذكر رمضان قبل ٣ سنوات. والسبب في ذلك هو أن عقلك سجل ذكريات المرة الأولى بشكل أفضل. وكذلك الحال لأول يوم في الوظيفة، فستتذكره بشكل أفضل من اليوم رقم ٢٠٠٠! أسأل الله أن يبارك لكم في أوقاتكم، ويبلغكم رمضان بأفضل حال. Twitter: khalid606