13 سبتمبر 2025

تسجيل

الأسرة ورحلة المجهول

30 مارس 2021

يحاول العرب منذ القدم التمسك بالأعراف والتقاليد من أجل بناء مجتمع متماسك، يقوم على تعزيز الروابط الاجتماعية، فوجدت الأسرة التي تنحدر من العائلة والعائلة التي تمثل جزءاً من القبيلة الواحدة التي تعزز الروابط فيما بينها من خلال توحيد الأفكار المتبناة، ومن ثم جاءت الدولة التي يجتمع بها القاصي والداني لنجتمع تحت شعار واحد. إن الأمور مع الوقت تختلف بين ما نود لها أن تكون وما تصير عليه، فنحن نعلم أنه لا يمكننا التحكم بمجمل التفاصيل، ولكن على الأقل كان الأمل في أن نسير في الاتجاه الصحيح لأي قصة اجتماعية مرت بنا، تكونت الأسرة وكبر الأبناء والبنات، تزوجوا وانجبوا الأحفاد، الذين بدورهم كبروا ليكونوا جزءاً من هذه العائلة، هذه العائلة التي من المفترض أن تكون حلقة من التواصل، ولكن للأسف هجرت المنازل وهجرت مجموعات الواتس آب التي جمعتهم في يوم من الأيام، تبدلت الأمور وأصبح الجميع يبحث له عن مخرج بطريقة لبقه اجتماعياً. إن المرحلة التي وصلنا إليها قد تكون المرحلة الانتقالية بين فكرة أن البيت العود هو المكان الأول والأخير لحياة الأسرة، وبين فكرة أن الذهاب لبيت الجد والجدة ما هو إلا مضيعة للوقت وسبب في زيادة الأعباء الأسرية، فالبعض لا يزور البيت العود إلا من باب الواجب الاجتماعي سواء من أجل مباركة لتخرج أو تقديم واجب المواساة في حال المرض، هل يعقل أن فكرة قضاء الوقت والتمتع بصحبة أهل الزوج أو الأهل أصبح واجباً اجتماعياً يتطلب الجهد؟. كان الجميع يتشارك الأحاديث والمعلومات، كنا جزءاً من المعلومة أيضاً، كبرنا على هذا الاعتقاد أننا نمثل النواة أحياناً فيما يقال وينقل، إلى أن وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها ما يقال ما هو إلا عملية نقل للمعلومة مع زيادة في التفاصيل لتتناسب مع الشكل العام للقصة، ومع الوقت أصبحنا خارج القصة، مجرد متفرجين على الأحداث من حولنا، وهذا الأمر يحدث بعد مرور فترة من الزمن يصبح فيها الشاب من ابن إلى شخص متزوج ومن ثم إلى أب وبعدها إلى رب أسرة يود أن يستقل بحياته الأسرية، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا عن الجد والجدة؟ ماذا عن البيت "العود" الذي كان في يوم من الأيام مكان التجمع وأصل كل الأحداث، الذي للأسف تم هجره كما تم هجر العديد من المناسبات الاجتماعية القائمة على وصل القريب. إن البعض يقوم بأقل جهد ليثبت صدق رغبته في الوصل ولكن القليل من الشيء يمثل اللاشيء، "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ، تقولُ: من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ، ومن قطعني قَطَعَهُ الله". [email protected] @shaikhahamadq