18 سبتمبر 2025

تسجيل

كورونا بين الخوف منه والإصابة به

30 مارس 2020

الخوف من فيروس الكورونا أخطر من الإصابة به، الآن كيف يمكن فصل الوعي بين الخوف منه والإصابة به، في حالة الخوف منه، الإنسان سيظل الإنسان يعيش المرض وهو لم يصب به بعد، وهذا ينكشف بوضوح في الناحية الاستهلاكية الجديدة التي أوجدها الكورونا، حيث تركز الوعي الشرائي بين شراء المعقمات والصابون والمطهرات وازدهرت الصيدليات، اختفت البسمة وراء القناع وجفت الأيادي لعدم الالتحام وأصبحت العزلة مجالا رحبا وواسعا وسعة التجمع ضيقاً وخوفاً وهروباً مستحقاً. حالة الخوف هذه ستتراكم في المجتمع يوماً بعد آخر حتى تجد الإنسانية مخرجاً لها من هذا الوباء الخطير، ثمة ارتباط آخر خطير جداً في وعي المجتمع وهو ارتباط الإصابة بالفيروس والموت على الرغم من قلة نسبة من يموت منه مقارنة بالأمراض الأخرى، هذا الارتباط كذلك يعززه الخوف المتزايد واللامبرر، أعتقد أننا يمكن مقاربة هذا الارتباط بين الإصابة بالفيروس والموت عن طريق إدراك أن الموت قدر إلهي يقضي الله فيه، وأن الإصابة بالمرض قدر إلهي كذلك، لكن يستطيع الإنسان هنا أن يقضي فيه عن طريق التداوي والعلاج، الكورونا سيعيد رسم خريطة العالم اقتصادياً واجتماعياً بشكل غير مسبوق، أسأل الله أن يعين حكومتنا ومجتمعنا على التكاتف والتناصح واتباع الإرشادات اللازمة للخروج من هذه المحنة، علينا كثير من الاعتبار بعدها وكثير من الصبر عليها، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.