04 أكتوبر 2025
تسجيلظهر كورونا ليكون عبرة في زمن كثرت به التجاوزات حروب ونزوح، غزو وحصار وثورات لهو وتبذير، فسق وفساد، فواحش ومسكرات واليوم إغلاق أماكن ومنع للتجمعات فلا أعراس والتي كانت لا تخلو من المنكرات، قد تتكلف بالملايين في سويعات، مصحوبة بمعازف ومطربين ومطربات، واستعراض لأغلى الملابس والمجوهرات.. فأين أكثركم بركة أيسركم مؤونةً يا مسلمات؟! اليوم لا استقبال للعزاء لمن مات، وبالأمس كان العزاء تجمعاً وضيافة ومضيفات، ومكياجاً خاصاً به وأحاديث تخلو من العبرات.. فأين التفكر في هادم اللذات والتوبة قبل الممات؟! أُغلقت المطاعم والمقاهي بعد أن كانت تعلو بالأغاني حتى وقت الأذان والصلوات، وكذلك موسيقى واختلاط في كافة الأسواق والمُجمعات.. لتغلق اليوم خوفاً من جائحة الفيروسات.. زمن كثرت به قطيعة الأرحام والعلاقات، لأتفه الأسباب والمشكلات وانشغل الكثير عن الذكر والعبادات بوسائل التواصل والجوالات وباتوا يتابعون أخبار المشاهير والفاشنستات وتصوير تفاصيل الحياة لنشرها دون مراعاة للخصوصيات، ولهث وراء أغلى الماركات وأحدث الصيحات، والتي قد تتعارض مع الدين ولكن الغفلة لدى الكثيرات!! وحاكم أباد شعبه عوضاً عن حمايتهم من المستجدات.. ودول إسلامية تتقاتل فيما بينها بدل أن يتحدوا لنصرة الدين والحفاظ على الحُرُمات، وكَثُر موت الفجاءة وظهرت أمراض فتاكة وانتشر وباء كورونا بين القارات، ليتسبب بشل الاقتصاد وانقطاع الاتصالات وحالات من القلق والخوف والوفيات، وأُغلقت المساجد فلا خطبة ولا صلاة جمعة ولا جماعة، ومُنِعت بها الصلوات، وبيت الله بعد أن كان يعج بالمعتمرين والمعتمرات خَلى منهم وحجب بالأسوار وعلقت الصلاة بالساحات. أحداث كثيرة تسارعت تباعاً في أيام قليلة، وفى غمضة عين تبدلت الحالات، فلنعتبر ونسارع في التوبة والاستغفار والصدقات، والعمل بكتاب الله وسنةِ رسوله، والدعاء لرفع الابتلاءات، وامتثل لوصية نبينا "أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بيْتُكَ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ" واستثمر وقتك بالمفيد، وبادر بما تستطيع تقديمه لنتجاوز الصعوبات وكِّل أمرك لله مع الأخذ بالأسباب، واتَّبِع تعليمات الدولة وكافة الإرشادات. * عضو لجنة المسؤولية المجتمعية [email protected]