شارك لنتشارك

المسؤولية الاجتماعية منظومه متكاملة يساهم فيها الفرد والجماعة وكافة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على البيئة، ومحاربة الفقر والجهل، والمبادرة بحل المشكلات المجتمعية، والمساهمة في مشاريع تنموية وتعليمية واقتصادية. وهذا يتفق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تقوم على أربع ركائز، هي التنمية البشرية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية، لتحقيق التنمية المستدامة. وللفرد دور أساسي في تحقيق ذلك. لأنه قد يكون عضواً في مبادرة تطوعيه أو مؤسسه تنموية أو هيئة حكومية أو شركة استثماريه، وقد يكون هو القائد أو المدير أو أحد كبار رجال الاقتصاد، فيبادر بالمشاركة المجتمعية المثمرة. وتتنوع المشاركات ووسائلها وطرقها كلاً حسب إمكانياته وقدراته، وان كانت الأسرة هي الأساس الذي يبدأ منه وبه الفرد فمن خلالها يتعلم ماله من حقوق وما عليه من واجبات فيكون مسؤولاً عن نفسه وعن الآخرين. وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) "متفق عليه". كما انه إذا عمل الفرد بإتقان لتحقيق الربح دون أن ينسى مشاركة الأخرين ومجتمعه بجزء من هذا الربح فإنه سيرقى بنفسه وبالمجتمع في جميع الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية. فلتشارك إذن بجزء من ثمرة فكرك.. علمك.. مالك.. عملك.. وقتك.. لمساعدة الأخرين، ولتنمية المجتمع وتطويره. شارك لتزكي عما تملكه فتعم البركة فيما تملكه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ أقوامًا اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ، يُقرُّهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحوَّلها إلى غيرِهم)"حسن لغيره". شارك لتشعر بلذة العطاء لتحصل على السعادة التي يفتقدها الكثيرون رغم ما يملكونه من قدرات وإمكانيات، حيث أثبتت كثير من الدراسات أن العطاء يزيد من تدفق هرمون السعادة بالجسم. [email protected]