12 سبتمبر 2025

تسجيل

وهـل جزاء الإحسـان إلا الإحسان ؟!

30 مارس 2020

في خطوة أقل ما يمكن أن توصف بالأخوية النبيلة والنابعة من الخلق الإسلامي الكريم والطبع العربي الأصيل قامت الدوحة بإيواء 31 مواطنا بحرينيا بعد أن قام الطيران العماني بإجلائهم من إيران إلى مطار مسقط لتتقطع بهم السبل في العودة إلى بلادهم حيث لم يتحرك المعنيون هناك لإرسال طائرة لهم لإعادتهم وعليه قامت الخطوط الجوية القطرية بإحضارهم إلى الدوحة نظرا لإجراءات سلطنة عمان المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا في عدم استقبال غير المواطنين العمانيين العائدين إلى بلادهم وهنا قامت السلطات القطرية مشكورة بالتوجيه للمسؤولين في وزارة الصحة لإخضاع هؤلاء المسافرين إلى فحوصات مخبرية للتأكد من خلوهم من وباء كورونا ( كوفيد 19 ) وبالفعل تم فحصهم وإدخالهم حجرا صحيا لمدة 14 يوما في أحد الفنادق في الدوحة وقد قامت قبلها قطر بالاتصال بنظيرتها البحرين للنقاش حول مصير مواطنيها الذين باتوا ضيوفا على الدوحة واقترحت عليها أن تقوم بإعادتهم إليها على متن طائرة خاصة دون أن تتحمل البحرين أي تكلفة بشأن هذا أو المسافرون أنفسهم لكن المنامة وكعادتها في عدم تدارس الموضوع بحكمة وروية رفضت عرض الدوحة مما اضطر الأخيرة إلى إدخالهم حجرا صحيا لمدة أربعة عشر يوما مع استعدادها لاستضافتهم مدة أطول ريثما تجد المنامة حلا لإعادتهم إن شاءت وعوضا عن شكر دولة قطر على موقفها الأخوي الصادق ومساعدتها لهؤلاء العالقين في خطوة أشاد بها العالم بأسره وكافة المؤسسات المجتمعية الدولية فوجئنا بالموقف الرسمي لمملكة البحرين من خلال حساب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية بإدانة الموقف القطري واعتباره تدخلا في شؤون بلادها الداخلية بينما وصف وزير الخارجية السابق للبحرين بأن موقف الدوحة موقف مرفوض ومستنكر من قبل بلاده فهل هذا يعقل ؟! وهل يمكن تصديق الموقف البحريني الذي ينافي أي ردة فعل يجب أن تكون عليها أمام هذا الموقف النبيل الذي قامت به قطر في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة في الخليج والعالم بأسره ؟! هل يعقل أنه في الوقت الذي تناضل فيه الدول في ظل تفشي هذا الوباء القاتل الذي يفتك بالجميع إلى حماية مواطنيها وإعادتهم إلى أوطانهم سالمين تقوم البحرين بانتقاد موقف الدوحة الذي سعى إلى إنقاذ أشقاء خليجيين لها من مبدأ التوافق الخليجي الواحد والقائم على مصير واحد والدم الواحد؟! ثم ما الذي يدعو المنامة إلى التبرم والضيق وتأويل الموقف القطري على غير غايته الحقيقية وهي التي كان باستطاعتها أن تجلي رعاياها الذين لا يزال أكثر من 1200 منهم عالقين في مطارات إيران ينتظرون أن تتعطف وتتلطف حكومتهم بهم وتعمل على إجلائهم بصورة سريعة بعد أن باتت إيران دولة موبوءة وتتجنب كل ما حصل دون أن تخرج بهذا الموقف غير الوطني ليس أمام العالم فحسب وإنما أمام مواطنيها الذين شعروا إلى أي درجة من الإهمال والتجاهل والتهميش تعاملت معهم حكومتهم في ظل هذه الظروف الصعبة من جائحة الكورونا ؟! فحتى المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية لم يضع وقتا في انتقاد سياسة البحرين تجاه مواطنيها الذين لا يزالون عالقين في مطارات بلاده دون أن تسأل عنهم حكومتهم التي تتفرغ حاليا لانتقاد قطر وغيرها ممن ساعدوا بعض الرعايا البحرينيين في العودة لبلادهم لا سيما وأن معظم هؤلاء والذين أجلتهم الدوحة هم من النساء وكان من الطبيعي أن يكون لهن وضع خاص من الاهتمام والإجلاء السريع من قبل بلادهم وليس انتقاد قطر التي فعلت ذلك من باب الإخاء والنخوة والشهامة وكلها صفات يبدو أن البحرين لا تعرف عنها شيئا رغم أنها بلد المنشأ لمجلس التعاون الخليجي حيث وُضعت فيها أسس المجلس وأنه كيان واحد وجسد واحد وعليه فألف تحية لقطرنا وألف تحية لقائدنا العظيم الذي يعامل من يسيء لبلاده بأخلاقه وليس بأخلاقهم ! .