13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من المهلكات والمدمرات لأي تنمية، وجود آفة الآفات على مر الأزمنة والعصور ألا وهي مرض المركزية وحب الذات السلبية، وهو اختزال كل القرارات والأوامر ومصير الجماعات والأفراد والمعرفة لدى شخص واحد فقط .لو أردنا أن نعتبر من الماضي البعيد القريب لمساوئ المركزية، ونستطرد في الشرح فسنحتاج إلى آلاف المقالات ومئات الكتب التاريخية التي تثبت أن المركزية تهدم ولا تعمر . على المستوى الفردي تستولي المركزية على نفسية وعقلية الفرد حتى تتمكن منه، فيصل لمرحلة خطرة تتشكل وتظهر فيها أعراض مرض الأنا، ويصبح لا يسمع سوى صوته، وليس أحد جدير بالتفوق والتميز إلا هو وتطغى المصالح الشخصية على المصلحة العامة، ويتم تجيير القانون وتطبيقه على أساس الأهواء والنفسيات المريضة .أما على المستوى الجماعي، هنا تكبر دائرة الخطر، وتصبح الأمور أكثر تعقيداً، لأن مصير الجماعة مرتبط بفكر فرد قد يودي بهم إلى التهلكة، وهذا دائماً ما نحذر منه وخير مثال، أولياء الأمور نحثهم بشكل مستمر على المشورة والتحاور مع كل أفراد الأسرة كبيرهم وصغيرهم، أمرهم شورى بينهم، ولا خاب من استشار.أما على المستوى المؤسسي، فتأتي الطامة الكبرى والفجيعة العظمى، فبوجود مثل هؤلاء تتعطل عجلة التنمية وتُكبت القيادات المستقبلية، وتزداد الأخطاء الفادحة التي تكلف المؤسسة ما يفوق طاقتها للإصلاح والترميم، وفي نفس الوقت تنتشر بين الجماعات في العمل المؤسسي الأعراض الأولية للآفة والفيروس المعدي الذي حذرنا منه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو النفاق والرياء والمجاملات القبيحة والمديح الممقوت الذي لا ينطبق على من وصف به، وتشيع فاحشة التجسس والمراقبة السلبية التي ينتهجها صاحب المركزية، ويكون شعاره الدائم ( فرق تسد )، هذا واقع يجب أن نعترف به ونقر بوجوده، لأن من أول مؤشرات الإصلاح الاعتراف بالمشكلة .لك أن تستعرض وتراجع أي مشروع باء بالفشل، يكون أول أسبابه هو الانفراد بالقرار، كما أنه يُراد بنا أن نتعايش مع هذا المرض ونرضى به، كأنه قدر محتوم وأمر يجب أن نتقبله كما هو، وهذا طبعاً كلام المستفيدين والمتمصلحين، وننسى ونتناسى في الوقت نفسه كلام الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم حين قال ما معناه: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه .الحلول كثيرة وعديدة لمن يملك إرادة التغيير والتطوير للقضاء على هذا المرض السرطاني الذي يفتك بالتنمية والتطوير .قال الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه: الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد .يقول عبدالله عبدالكريم السعدون: أهم عناصر قوة الأمة جودة تعليمها ونزاهة قضائها وحسن اختيار قادتها ومحاربة الفساد على كل مستوى.والسلام ختام .. يا كرام