27 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (1) في العام 2005 أنتجت هوليوود فيلما مرعبا بعنوان "Lord of War"، من بطولة الممثل العالمي نيكولاس كيج. في ذلك الفيلم مثّل كيج دور تاجر السلاح الأوكراني "يوري أورلوف"، والذي كانت مهمته السفر إلى بلدان العالم الثالث التي كانت تطلب من الاتحاد السوفيتي –حينذاك - ، شراء الأسلحة بأنواعها المدمرة والخفيفة، لاستخدامها في الحروب الأهلية هناك في العام 1989.الفيلم يشرح كيف تعبث تلك الدول بمجتمعات الدول الفقيرة - ومن ضمنها دولنا طبعا - ، فهي من تبيع الأسلحة وتذكي الحروب، وهي من تقود مبادرات السلام التي تستلم على إثرها جوائزها المختلفة؟! (2) قصة ذلك الفيلم لم تنته، ولكن المتغير فيها، أن التجارة تحوّلت من تجارة أسلحة، إلى تجارة "إرهاب"، يعرفون أين ينقلون حروبهم في كل مرة، بحسب الحاجة والظروف. استخدموا "القاعدة" ثم تحولوا إلى "داعش"، وما زالوا يتاجرون بالإرهاب، بل ويمتلكون الجرأة لاتهامنا بأننا نقف خلفه.وجدنا كيف تمت المتاجرة بإرهاب 11 سبتمبر، وكيف نفذوا بعدها مخططاتهم لاحتلال أفغانستان فالعراق. شاهدنا أيضا كيف صنعوا "داعش" ووظفوها في جرائمهم، سواء في تصفية سنة العراق، أو في دعمهم لبقاء نظام الأسد في سوريا.اليوم باسم الإرهاب، تتم تصفية سنة الفلوجة، حتى بات 90% منهم لاجئين خارج مدينتهم! قوات الحشد الشعبي، مدعومة بالغرب وبأمريكا، تنفذ تصفيات لسنة العراق، لم يقم بها حتى المغول عندما اجتاحوا بغداد، ومع ذلك يخرج السفير الأمريكي في بغداد يشيد بهم وبدورهم! حتى بان كي مون لم يستطع أن يخفي سعادته باستعادة نظام الأسد لتدمر السورية! (3) أمريكا والغرب ما زالوا يرون في المتاجرة بالإرهاب، فرصة للابتزاز والتقدم خطوات نحو مشاريعهم الطائفية والتجزيئية في المنطقة. ما لم يطالوه في "سايكس بيكو" الأولى، يسعون لتنفيذه اليوم في "سايكس بيكو" ثانية، عنوانها محاربة الإرهاب، وسبيلها تمكين القوى الطائفية والطغاة والمستبدين، والاستمرار في حروب هويات صغرى تفتّت كل شيء، عدا عملائهم والعصابات الضامنة لمشاريعهم. تاجروا بالإرهاب بعد عمليات باريس وبروكسل، فالهدف كان وقف التمدد الإسلامي هناك، والذي بدأ يزحف على نحو غير متوقع أبدا. لم تكد تمر أيام على تفجيرات بلجيكا، حتى فضحتهم تفجيرات أنقرة وإسطنبول بتركيا، فهم لا يرون هذه التفجيرات إرهابا، لأنهم لا يمكنهم المتاجرة فيها. تجارة الإرهاب الرائجة هناك، صنعت مجتمعا غربيا متشبعا بالتطرف والكراهية ضد المسلمين، ويكفينا أن نعلم أن الأحزاب العنصرية والمتطرفة التي باتت تنادي بطرد المسلمين من أمريكا وأوروبا في ازدياد رهيب، بلغ عددها في ألمانيا وحدها أكثر من 90 منظمة للنازيين الجدد! خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في أمريكا ارتفعت وتيرته، وما صعود المرشح الأمريكي المتطرف دونالد ترامب إلا مثال واحد على ذلك. (4) قيمة تجارة السلاح في العالم بين ترليون ونصف الترليون إلى الترليوني دولار سنويا تقريبا، ومن أكبر 10 شركات مصدرة للسلاح في العالم 7 منها أمريكية، والبقية من روسيا والصين ودول أوروبية؟! من يمتلك تلك التجارة هي مصانع لكبار الأثرياء الذين يتحكمون في الاقتصاد العالمي.في سنوات ما قبل التسعينيات، كان من السهل القيام بدور تاجر السلاح الذي تحدثنا عنه في بداية المقال، أما اليوم فهناك قيود تُعيق تنفيذ مخططات حروب أهلية بنفس النسق والسيناريو السابق.البديل الناجح هو صنع أعداء وهميين، وتوجيه العالم لمحاربتهم تحت مسمى "الحرب على الإرهاب"، منها تستمر تجارة بيع الأسلحة في العالم، ومنها يعاد رسم خريطة الاستخراب (الاستعمار) في دولنا من جديد.