11 سبتمبر 2025

تسجيل

بصقـة وليسـت صفقة !

30 يناير 2020

تسقط صفقة القرن وتسقط وتسقط ! يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على أن يترك بصمات لا تمحى قبل أن يغادر البيت الأبيض سواء بعزل وهذا أمر مستبعد أو بعد انتهاء ولايته وهذا الأمر الذي سيحدث رغم كل الضبابية والغوغائية التي تغلب على محاكمته التي يجريها مجلس الشيوخ والذي يطغى عليه الجمهوريون المؤيدون للرئيس. وأنا هنا لست لأقيم هذه المحاكمة أو أكشف عن نسبة خروج ترامب منها سالما غانما وغالبا أو العكس لكنني أتحدث عن بصماته التي يحفرها على جباه العرب دون أن يشعر هؤلاء العرب بأن هذا الحفر إنما هو يلتهم من اللحم العربي الذي من المفترض أن يكون حرا وغاليا وأقوى من أن يأكله الضباع التي عادة ما تتغذى على الجيف ولكن من عليه أن يرد يد ترامب عن هذا اللحم الذي يطول اليوم مكان مقدس لدينا كمسلمين وعرب وقضية توارثها العرب على أنها قضيتهم الأولى وإن تكاثرت القضايا العربية على طاولات الحكومات والمؤسسات والمنظمات ألا وهي قضية فلسطين التي تراوح مكانها منذ عقود من الزمن وتتلقفها الأيدي لترميها على طاولات الحوار ثم تسكب حبرها على أوراق الاتفاقيات التي تليها المصافحات الحارة والصور الختامية والابتسامات الواسعة ثم تعود إلى الطحن والعجن وكأن شيئا لم يكن، والمتهم فيها دائما هو الجانب الفلسطيني ومن يسانده من العرب الذين يجب أن يبرز موقفهم اليوم وبالصوت العالي ليقولوا كلمتهم ويصرحوا بمواقفهم لما تسمى بصفقة القرن التي كشف عنها ترامب بالأمس، وقد كان بعض العرب يخفونها عن شعوبهم وينكرون معرفتهم وموافقتهم عليها لكن رئيس الولايات المتحدة كان صريحا لدرجة أنه فضح هؤلاء وشكرهم على حضورهم واحتفالهم بإعلان دولة إسرائيل التي ستخرج إلى النور قريبا وهي التي لم تلتهم معظم مساحة فلسطين فحسب بل إن ترامب لم يعف بعض أراضي الأردن من أن تكون ضمن الأملاك الإسرائيلية ناهيكم عن فعلته الأولى والتي جددها بالأمس في أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وأن على الفلسطينيين أن يثبتوا أنهم على قدر أن تكون لهم دولة يتكفلون بشؤونها دون أي مساعدات خارجية ليحظوا في النهاية على اعتراف أمريكي وأوروبي وغربي وأممي بها !. صدقوا هذا أو لا تصدقوا لكنكم حتما لن تكونوا بتلك السعادة وأنتم تستيقظون يوما أيها العرب وترون أن ما احتفل ترامب به بالأمس سيعيشه ذلك الصباح الذي أحدثكم عن شعوركم فيه وأنتم تستيقظون وترون أنفسكم أمام دولة إسرائيل الجديدة التي لن تكتفي بحدودها التي حددها لها ترامب فقط بل ستمتد حتى دولكم وأراضيكم وكراسيكم فماذا أنتم فاعلون حينها؟! وكيف تقبلون أن تذهب قضية فلسطين إلى هذا المنحى الخطير دون أن تهتز له قلوبكم التي يجب أن تتعاطف مع أولى القبلتين وثاني الحرمين أم تراني الآن أكتب بعاطفة أكبر ودراسة للواقع أقل بكثير ؟!, ولكني واثقة أن ما آلت إليه الأمور في قضية المسلمين والعرب الأولى أجدر بأن يُستثار فيها العاطفة لعل هذه القلوب تتأثر وتعطي أمرا للعقل بأن يفكر في حلول ومخارج لأمر كارثي جعل من ترامب اليوم يقوض حل الدولتين ويتعالى على كل القوانين الدولية والإنسانية ويعطي الحق الكامل لاعتراف الدولة المتكاملة لإسرائيل بينما رمى فتاتا للفلسطينيين وقال لهم لهم هذه ما يمكن أن تكون دولتكم إن صنعتم من هذا الفتات وليمة تكفي شعبكم واحتياجاتكم !. الصفقة لن تمر وحقوق الشعب الفلسطيني ستؤخذ ولو طال الزمن وإن خان بعض العرب فهذا لا يعني أن العرب خائنون لأنهم سيبصقون هذه الصفقة وسيلفظونها وكما فشلت كل المحاولات الأمريكية السابقة في إجهاض الحق الفلسطيني ستذهب محاولات ترامب الذي يتبجح بقدرته على كثير من الأمور لكنه لا يعرف أن لله وعدا سيتحقق وإن طال الأمد وحينها لن تكون صفقة بل بصقة ! ● فاصلة أخيرة: فلسطين دولة وليست إقطاعية ! [email protected]