الملكية الفكرية

يتساهل الكثيرون في انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وبعضهم بحسن نية وعدم إدراك للخطأ فتجدهم يشاركون الآخرين نسخاً إلكترونية من كتب مميزة ورائعة، ولكن هذا الأمر يعتبر سرقة وانتهاكاً لحقوق المؤلف الذي بذل وقتاً وجهداً في تأليف الكتاب، وكذلك الحال مع مشاركة روابط لبث مباريات رياضية، أو برامج كمبيوتر مقرصنة. جميع الأعمال الأدبية والفنية - كالكتب والمقطوعات الموسيقية والمنحوتات والبرامج وغيرها- لها حقوق للنشر، ولا يحق لأي شخص التصرف في هذه الأعمال بدون إذن. والهدف الرئيسي من ذلك هو تحفيز الناس على الإبداع والابتكار، فلا توجد حضارة تقوم على النقل والنسخ والسرقة والفهلوة. ولذلك فإن العالم المتحضر يحارب الاعتداء على هذه الحقوق، وقد تم تأسيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة في عام 1970، وهي تُعنى بحماية حقوق الملكية الفكرية حول العالم. وتم تحديد يوم 26 ابريل من كل عام يوماً عالمياً للمُلكية الفكرية، وهدفه رفع وعي الناس بأهمية المُلكية الفكرية وتأثيرها على الحياة اليومية. وأغلب دول العالم لديها قوانين لحماية الملكية الفكرية، ولكن بعضها مجرد حبر على ورق. فالكثير من الدول -خصوصاً تلك التي لا تجيد الإبداع- تتغاضى عن الانتهاكات، إما بسبب استفادة شخصية للمتنفذين، أو نكاية في دول أخرى تقدر الإبداع. وتقدّر خسائر الاقتصاد العالمي من انتهاك حقوق الملكية الفكرية بتريليون وسبعمائة مليار دولار سنوياً. وحتى لا يكون الأمر ضيقاً بصورة مزعجة، فإن هناك بعض الأمور التي لا تدخل ضمن الحقوق، كالفلكلور الشعبي والأفكار والمفاهيم والمبادئ العامة، وغيرها من الأمور التي تكون مشاعاً للجميع. بل إن حقوق الملكية الفكرية للمؤلفات تنتهي بعد 70 عاماً من وفاة المؤلف. فانتبه لما تنشر؛ حتى لا تقع في مخالفة قانونية وشرعية وأدبية. Twitter: [email protected]