بين تلفزيوننا الجديد والتلفزيون التليد

اذا كنت مسافرا الى اي دولة من دول العالم البعيد جدا من اقليمنا او من المحيط الجغرافي المترامي الاطراف او كنت من المقيمين في مثل تلك الدول بحكم الدراسة او كنت من اعضاء السلك الدبلوماسي العامل في احدى سفاراتنا المنتشرة في جميع ارجاء العالم او من المرتادين لدول بعيدة بقصد العلاج واردت ان تعرف ما يجري في بلدك من فعاليات واحداث فما هي الوسيلة التي يمكن ان تربطك ببلدك لمتابعة الانشطة والفعاليات او الاحداث التي تشغف القطري في غربته لمعرفتها حيث كنا نتطلع الى وصول صوت قطر الى مساحات جغرافية بعيدة من العالم ليشاهدنا ذلك العالم ويعرف بأننا جزء منه ولدينا طموحات كبيرة ونهضة متسارعة واسم يناطح اكبر دول العالم بانجازات مبهرة نفتخر بها. تلفزيون قطر المطور حقق هذه الامنية منذ انطلاقته في 16 ديسمبر الماضي بطريقة نظام البث الفائق الجودة ال /HD/ وعلى ترددات النايل سات وغيرها من الترددات التي تصل الى معظم دول العالم بحيث يستطيع كل قطري خارج الوطن متابعة ما يحدث في بلاده بسهولة ويسر.. وهذه النقلة الحضارية لتلفزيون قطر واكبت بحق النهضة المباركة التي عمت مختلف مناحي الحياة العامة في البلاد في العهد الميمون لسمو امير البلاد المفدى حفظه الله واحدثت تطويرا في نوعية المشاريع والانشاءات وفنون العمارات والابنية المتنوعة التي ترقى وتتفوق على نوعية المشاريع التي كنا نشاهدها في دول العالم المتطور ونفتخر اننا الان ننقل انجازاتنا الى دول العالم عبر هذا الجهاز الاعلامي الطموح. ما لم يستطع تلفزيون قطر السابق "التليد" عمله هو عدم قدرته على الانطلاق الى آفاق الفضاء الواسع المترامي الاطراف وظل متقوقعا على حطته منذ سنوات عمره لا يستقبل بثه سوى المتابعون القلة من المتواجدين تحت سماء البلاد وظلت برامجه تتسم بالتقليدية والرتابة وبالاسماء العتيقة بالاضافة الى عدم مسايرته التطور الذي شمل الاعلام الحديث سواء من الجانب التقني او حتى في الشكل والمضمون من خلال البرامج الموجهة للداخل والخارج ايضا.. وليس نحن هنا في مجال المقارنة بين القديم والحديث فكل شيء قد تغير وبقي اسم قطر هو الباقي يعلو ويتوهج مرحلة تلو مرحلة لان سنة الحياة هي التطوير وان ما حدث للتلفزيون القطري هو في سياق هذا التطور المنطقي الذي كان مطلبا جماهيريا لاننا نعيش مرحلة البناء الحديث وهو ما يفرض ان نبحث دائما عن الحديث. كنا مع تلفزيوننا التليد ننقل ما يحدث في العالم الينا عبر البرامج المعلبة التي يبثها سابقا والان اصبحت لدينا الوسيلة الحضارية التي ننقل بها صورة قطر الحديثة وانجازاتها الى العالم وهذا يتطلب مزيدا من الجهد من القائمين والراسمين لخارطة البرامج الجديدة التي تواكب المرحلة. وسلامتكم