11 سبتمبر 2025
تسجيلعذرا على العامية، ولكن هذه اقل كلمة ممكن ان تترجم الوضع الذي ترك به البعض او الكثير الموظف القطري ووصموه بها عمدا في عمر قطر المليونية العامرة بالعيون الزرق ومن خاواهم من اخواننا... لا تستعجلوا التحليل سيأتيكم المقال بالاجابة. كلنا يعلم معناها بالعامية حين تستخدم في عدد من المواقف أقلها عندما يُزْجَرُ بها الأبناء إذا لم ينفذوا تكليف الأب بـ"قاعدين لي بس سمنديقا هنيه". وهي كلمة يقال انها جاءت من اصول هندية عن طريق تعاملات الزمن الماضي من قبل أهل البحر عندما يريدون الخروج للبحر ويبتغون من المرافقين لهم حراسة "سامانهم" وهي كلمة هندية تعني "أغراضهم" وبضاعتهم يقولون للمعين لذلك بلغته: "سمااان دييقى" يعني حط بالك على السامان، اي انتبه مراعيا أغراض المعزّب طوال فترة غيابه وهذا العمل ليس فيه اي جهد او تكليف سوى النظر بعين ساهرة عليها لذلك ساد أن السمنديقا هو من يظل "واقفا ويراقب بلا شغل" وتعني "واحد لا له شغله ولا مشغلة" فاحتضنتها اللهجة الخليجية وجرت مثلا. باختلاف الزمان اختلفت ظروف قطر، واختلفت اهوال البحر — أعني العمل — وزاد عدد المكلفين به من كل الأقطار سواء من بلد السامان او من بلد العيون الألوان أو "العربان" ليس فقط حسب حاجة وتخصص العمل وطاقته الانتاجية فهذا هو الأصل والمطلب، بل في كثير منه حسب قاعدة مبتكره مثل "التقاعد الاجباري أو البند المركزي للقطري" وفي الوجه الآخر بتعيين غير مهني — وهذا أكثره — بالاحلال القسري بقيام الاجانب أو غير القطريين بلم شمل بعضهم البعض باستقدام الذرية وعيال سابع جد والصداقات والجيران وربع "شيلني واشيلك" دون تطبيق اشتراطات المهنية او الكفاءة او التخصص أو دون رقيب على تضارب المصالح عليهم. يبدو أن احفاد الغواصين الذين صارعوا الاهوال، صار تطور قطر وبالا عليهم اذ طبق عليهم فقط قانون "تعارض المصالح" هذا وكثير منهم قد قلدوا وظائف دنيا بل واستأسد عليهم غيرهم ودحروهم ومنعوا توظيف ابن البلد، حتى لو كان الكثير من هذا الغير ممن يجري عليه المثل العربي "إن البُغَاثَ بأرضِنَا يَسْتَنْسِرْ"، وعليه عمل كثير من المستنسرين على تشويه صورة القطري — وانني في ذلك لا اسبغ صفة التعميم، بل هناك من الغير اخوة لنا كفاءات يشار لها بالبنان ومهنيون ابدعوا واخلصوا وما زالوا اوفياء لهذا الوطن — كما انني لست اجزم ايضا بشطارة ونبوغ جميع احفاد الغواصين فكل مجتمع كما فيه النابهون والمبرزون فيه المتواضعو المهارات والعاديون — سواء من فئاته أو من غيرهم. لكن الحملة الكبيرة على تهوين قدرات وكفاءة القطري وتقليلها وتعميمها واضحة للعيان حتى بات "التطفيش" لهم من قبل كثير من الغير دينا وديدنا، هذا ومعظم الخبراء والشركات الاجنبية الاستشارية لا تقدم الا ما يدلي به القطريون بعد اجتماعاتها بهم... كمخرج نهائي لتقارير وملاحظات وافكار ابناء البلد المبرزين والمخلصين التي لا تقبل الا في وعاء اجنبي أو غير قطري، أو ينجزها القطري برمتها فتنسب للخبراء من الغير محاربة للمبدع من ابناء البلد وجلدا للذات. والسؤال: من شوه صورتهم حتى لا تؤخذ اراؤهم مباشرة الا من خلال وسيط وكأنه وسيط الغفران بين الرب والعبد في الديانة المسيحية؟ هذا في مجال تشويه الصورة من الاساس. اما الصورة الاخرى فهي ارادة تحويلهم قسرا الى "سمانديقا " ليس رغبة من بعض غير القطريين في خدمة قطر و"حْبَابْ عيونها" كما يقولون بالعامية، أو الذود عن حياض قطر أو "حلالها"، بل ربما وهو السائد لدى البعض الكثير للافادة من موازنات الأجهزة ووظائفها بطرق ملتوية وتنفيع كل اهل البيت والربع والشلة والامصار والديار والاقطار إما ماليا أو إداريا بالتوظيف للشللية وذات الجنسية ومترادفاتها بين المؤسسات المتوائمة بعقود وهمية او شكلية او تحت مسميات مغايرة للوظيفة دون ان يكون للجان التوظيف دور، ودون تمحيص من قبل لجان الاستقدام في الدولة، أو بالقيام بتضليل إدارة الأدلة الجنائية ووزارة الداخلية وأمن الدولة بالتلاعب في المسميات ونوع المهنة بين الورق الرسمي وبين حقيقة العمل في ذات المؤسسة! أو دون تكاملية في الأدوار بينها وهذا يدعو للعجب على الرغم من انها في قطر تعد في مفارقة من اقوى اجهزة الدولة؟؟ وفي الوقت نفسه تعطيل النظم الإدارية في المؤسسات، وتغييب لوائح العمل، وتغييب الأرشفة والتوثيق الإداري والمالي، وتعطيل ارادة القطري بل وشلها في معظم المؤسسات عند محاربته لهذا الفساد، بل تسحب منه كل الصلاحيات لتوضع في يد إما "بُغَاثْ" تَنسُّرت أو بيد مَنْ شاكلهم من مريدي الفساد. واذا خلت اي مؤسسة من لوائح ونظم مالية وادارية... فاعلموا انه عين الفساد. وختاما: هل يعقل ان يُدْحر القطري بهذه الصورة وهل يعقل ان تضيع هيبة المؤسسات وتهدر اموالها وتعطل كوادرها في فساد واضح طال "وتشمخ "وتم غض الطرف عنه؟، وهل يقبل اي امريء لديه كرامة منكم ايها القطريون ان يظل سمانديقا في مؤسسات بلده؟؟ اعزائي القطريين من منكم تم وضعه في العمل تحت الاجنبي او تحت القطري عبد الاجنبي وعبد الدينار والدرهم مجرد سمنديقا؟ من منكم ما زال يعاني من سحق كرامته وحقوقه الانسانية العامة قبل الحقوق المهنية أو الوطنية؟ ارفعوا ايديكم؟ او بالاحرى: ارفعوا كرامتكم وواجهوا من انتقصها ممن حولكم في مختلف الاجهزة والمؤسسات في الدولة فدولتكم دولة قانون.... ومن بينكم من ثأروا لكرامتهم بشكل آخر واحتفيتم بهم في ربيع عربي لا لُيدحرعدد غير قليل من القابعين بينكم من مختلف الجنسيات كرامة ومواطنة قوم لم يخلقوا سمانديقا لتكون قطر مجرد جنسيتهم ومقبرتهم.... في حين إنها دوحٌ لغيرهم من الطير من كل جنس؟ أما وزارة الداخلية، وامن الدولة فلا بد أن يعلموا بأننا كمواطنين نعّول كثيرا على قوتهم وسمعة ادائهم المهنية العالية لأنهم اهل لذلك ولكننا نقول لهم: يبدو أن "الهوم وورك" ناقص....... ولا اظن أن عددا من المؤسسات الخاصة ذات التنفيع العام في الدولة ستكون كبوتهم؟ ابدأوا بها.... ثم اعرجوا حتى لا توصموا بها... كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com