15 سبتمبر 2025
تسجيل• يوما الاثنين والثلاثاء من ربيع الاول 1433هـ حلقت بنا مؤسسة دريمة في أجواء مفعمة بالإنسانية ومليئة بحزم من التجارب الواقعية والقضايا القانونية والاجتماعية من خلال ورشة عمل تناولت شأن " اليتيم في الأسرة الحاضنة "، بهدف غرس الثقافة الدينية أولا وتوفير الغطاء القانوني والاجتماعي وكامل الظروف المواتية للتعامل معهم في البيت والمدرسة والشارع والنادي ودون انتقاص من قدرهم او الباسهم وصمة ذنب لم يرتكبوه ولرفع قدرات الأسر الحاضنة للتعامل من منطلق ما أوصانا به ديننا الحنيف بحسن رعايتها وتربيتها. • دريمة التي اقتبس اسمها من زهرة صغيرة بنفسجية اللون تنمو في الصحراء للتذكير بضعف الأيتام وما يحيط بهم من قسوة المجتمعات التي ينمو فيها إلا من اعتصم بالسلوك الديني والاجتماعي الرصين، " دريمة " الآن شبت عن الطوق واستكملت الكثير من أنظمتها ولوائحها، وباتت تؤسس لغرس ثقافة الاعتناء بالأيتام ودمجهم في المجتمع كأفراد أسوياء خلص لخدمة أسرهم ومجتمعاتهم ولتحقيق الغايات النبيلة التي أنشئت من أجلها. • الورشة شهدت كثيرا من المداخلات التي تحاكي الواقع الفعلي والمعاش من شباب شق طريق النجاح لان اسرته الحاضنة عوضته حنانا وقامت على رعايته وتعليمه وامتصاص اي احساس بالنقص او التفرقة فكان مثالا للإنسان الطموح الممتلك للإرادة القوية التي تقف امام الرياح خاصة من بعض الفئات التي تجهل اصلا حسن التعامل. د. فهد الوردان والاستاذ ناصر العمار المشاركان من دولة الكويت بتجاربهما العميقة الممتدة لأكثر من خمسين عاما اتاحا فرصا ثمينة لتبادل الخبرات وتقديم نماذج من التجارب الصالحة والطالحة المؤلمة وكيفية معالجتها وتأهيل الايتام لخوض مسارات الحياة بحلوها ومرها.. • ان خلق علاقات متوازية بين المؤسسة الدينية والاجتماعية خلال فترات تأهيل اليتيم ودمجه في الاسر الحاضنة ومحيط مجتمعه الصغير كالمدرسة والاصدقاء من وجهة نظرنا ضرورة قصوى ولا يقلل من دور الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين ولكن خلق نسيج أو آليات تشابك بينهم والمؤسسة الدينية مهم جدا خاصة فيما يتعلق بمجهولي الأبوين لأن تفهم المجتمع للرأي الشرعي يبقى هو حجر الاساس الذي يمكن ان يحيد كل المنقصات التي ترهق كاهلهم ويوفر لهم الامان النفسي الكامل.. • إن المداخلات التي قدمها د. احمد الفرجابي الموجه الشرعي بإدارة الدعوة والارشاد بوزارة الاوقاف على نسق ان حضانة مجهولي النسب من ابواب الاحسان وان ديننا الحنيف ذكرهم في اكثر من 20 آية وتسليط الضوء حول ما افتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء التي تقضي بأن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم والديهم وهم اشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب، كانت موضع استحسان وتسببت في تحلل الحاضرين من الاسر الحاضنة من الشعور بالحرج ونحسب انها كذلك في مقبل الأيام. • ان تقديم دريمة لتجارب ايتام واسر حاضنة ومن خلف غرف ساترة وبأشرطة فيديو مدمجة ليتحدثوا عن تفاصيل حياتهم والمشاكل التي تعترضهم بالمدارس والدواوين الحكومية وغيرها كانت اضافة حقيقية لمسارات دريمة ونجاحاتها لانها بهذه الفقرات الواقعية كسرت حاجز الصمت والخوف ومنحتهم القدرة على التعبير بطلاقة وحرية. • دريمة التي تأسست عام 2007 بمثل هذه الفعاليات المدروسة بعناية تؤسس لثقافة جديدة ستكون عونا للأيتام وللأسر الحاضنة على السواء كما ان مقاربة أنظمتها ولوائحها مع مؤسسات شبيهة كما في دولة الكويت التي تمتد خبرتها لخمسين عاما فكرة ذكية تزيد من أرصدتها إداريا وفنيا. • إن كان من منقصات فهو غياب سيدات المجتمع والأسر القادرة على كفالة الايتام عن حضور مثل هذه الفعالية القيمة التي ترفع من القدرات الحياتية وتملأ النفس بالطمأنينة كما ان غياب قيادات المرأة بالمؤسسات الشبيهة من منظمات المجتمع المدني او المؤسسة التعليمية ينتقص من مهام هذه المؤسسات التي من المفترض ان تشكل حلقة مستديرة لتبادل المعارف والخبرات بدلا من البقاء بعيدا في جزر مصنوعة لا تخدم إلا الجالسين في دائرتها الضيقة. همسة: " دريمة " ممتنون لكم لغذاء الروح الذي ادفقتموه في نفوس بريئة وأسر حاضنة هاماتها عالية بإذن الله وبجهدكم تهون الصعاب.