14 سبتمبر 2025
تسجيلليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن بعض خطباء مساجد الجمعة، ولن تكون المرة الأخيرة، ومن حقنا نحن المأمومين مناقشة خطباء الجمعة بالحكمة والموعظة الحسنة، ونرجو أن تتسع صدورهم وأن يدركوا بأنهم ليسوا منزهين ولا معصومين. صلاة الجمعة خصها الله بسورة كاملة في كتابه العزيز وقال جلت قدرته " يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " (سورة الجمعة آية 9). صلاة الجمعة تأتي في نهاية كل أسبوع أي اليوم السابع، وتعتبر مؤتمرا أسبوعيا لمسلمي كل مدينة تناقش فيها قضاياهم وهمومهم ومظالمهم ويذكرون باليوم الآخر، يجتمع الناس عامة في ذلك اليوم المبارك ليصلون جماعة، وهذا لا ينفي صلاة الجماعة في الأيام الأخر. إنها اليوم الذي يؤدي فيه الناس الصلاة بعد سماع خطبة الإمام والتي من المفترض أن تشمل حال الأمة الإسلامية وما تتعرض له من كساد وفساد، من ظلم وطغيان، من تضخم في الأسعار وتحقيق الربح غير العادل والذي يرقى ذلك الربح إلى مرتبة المراباة. في صلاة الجمعة في أيامنا هذه يجب شرح أسباب ما أحاط بالأمة من مصائب وكيفية الخروج من تلك المصائب. والحق أن أمة القرآن مستهدفة من داخلها ومن خارجها ويجب على إمام الجمعة تبيان ذلك الأمر وليس الحديث فقط عن الجنة والنار. قد يقول قائل لا نريد أن نخلط الدين بالسياسة، والرد على ذلك بكل بساطة وتواضع أئمة الحرمين المكي والمدني يعينون بموجب أمر ملكي، وكذلك إمام الأزهر في مصر، وإمام المسجد الأموي في دمشق، إمام المسجد الأقصى، إمام المسجد الكبير في الرياض أئمة المساجد الكبيرة في المدن والعواصم العربية والإسلامية إلا (الجعفرية) يعينون بقرارات حكومية رسمية لها السيادة عليهم وعلى ما يقولون به من على منابرهم، إنني أكد القول إن خطباء الجمعة تعينهم وتقيلهم سلطة حكومية وليس جمعية تعاونية، أليس خطباء الجمعة في نهاية خطبتهم يدعون للحاكم بأن يرزقه البطانة الصالحة؟ ألا يدعون الله أن ينصر المسلمين على أعدائهم أليست تلك الدعوات عملا سياسيا؟ أفيدونا يرحمكم الله. عندما يتحدث بعض خطباء الجمعة من منابر خطبهم عن الرافضة والنواصب فإنهم يتحدثون سياسة وتاريخا وكذلك بقية الأديان يامعشر الخطباء في جميع مساجد أمتنا العربية والإسلامية إننا نتعرض لحركة تشويه عالمية مسيسة (إسلام فوبيا) هناك مدارس متخصصة لتشويه أمتنا والنيل من ديننا، هناك مؤسسات مالية عالمية للنيل من عقيدتنا. انظروا ماذا يحدث لإخواننا المسلمين في دول متعددة خارج دائرتنا الحضارية العربية الإسلامية . انظروا إلى الدول التي تمتد إليها يد التجزئة والتفكيك أليست الدول الإسلامية خاصة العربية منها، ما هو حال السودان اليوم وتفتيت وحدة أراضيه لصالح أعداء هذه الأمة؟ ما هو حال العراق؟ ما هو حال الصومال ؟ ما هو حال مصر في قادم الأيام (مسلمين، أقباط، نوبة). ألا يجوز لفقهائنا وخطبائنا أن يعالجوا هذا الخلل من على منابرهم.؟ (2) أحد خطباء الجمعة جزاه الله خيرا وغفر له ولنا أجمعين وقف على المنبر يوم جمعة ليحدث المصلين بأحاديث دينية يمكن أن تقال في مرحلة من مراحل التنشئة الإسلامية في سابق الأيام، وهنا أريد التأكيد بأني لا أناقش صحة الحديث من عدمه فذلك أتركه لأصحاب الحديث. كان خطيبنا يحدثنا بأن ملك الموت في سابق التاريخ كان يفتح باب منزل من يريد أن يقبض روحه ويقول له جئت لأقبض روحك، وقد دخل على نبي الله موسى عليه السلام، فقال له موسى عليه السلام من أذن لك بالدخول؟ وكان عليه السلام مكتمل البنية قوي الجسد فمد يده إلى ملك الموت وفقع عينه، فرجع ملك الموت إلى الله يشكو الحال، فأعاد الله له البصر وأرسله مرة أخرى ليقبض روح موسى عليه السلام، واستطرد في الحديث أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ويعبدون الله وأن أجسادهم لا تتحلل على مر التاريخ. كما قلت لا أناقش صحة الحديث لكني أتساءل ماهي الرسالة التي يريد فقيهنا أن يؤديها للمصلين وهل يعقل أن دماء المسلمين تهدر في كل مكان وأن الحكام الطغاة عتوا وطغوا وتجبروا وأراقوا دماء المسلمين من أجل البقاء في الحكم حتى يلاقوا ربهم وهؤلاء الخطباء يحدثوننا بأحاديث تدعو إلى الشك والتساؤل فيما يقولون؟ آخر القول: يامعشر الخطباء في يوم الجمعة عندكم قدوة دينية معاصرة في الخطابة ألا تقتدون بهم أذكر منهم الفقيه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ الصيرفي، والشيخ الغرداغي وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بذكر أسماءهم. يامعشر الخطباء اعلموا أن بين المصلين الذين تخاطبونهم / تحدثونهم علماء في الفقه والحديث والتوحيد وحفظة قرآن وتفسير وليس كل المأمومين أعاجم لا يفقهون ما تقولون؟ حاكوا عقول الناس ومسوا قضاياهم ولا تنسوا التذكير بمن عمل عملا صالحا يدخله الله في رحمته ومن عمل عملا غير صالح سيلقى غضب الله وابذلوا جهدا في إعداد خطبكم ليوم الجمعة، لا تستهينوا بعقول العامة واعلموا أنه قد تبين الرشد من الغي، والحق من الباطل.