17 سبتمبر 2025
تسجيلخبر كالصاعقة وقع على هؤلاء الذين كانت لهم قطر ومازالت واحة الخير والأمن والأمان، ومصدراً للرزق الحلال ولا يمكن لأحدهم أن يغادرها إلا وهو يحمل أجمل الذكريات فيها، ففيها تربى أولاده وترعرعوا وتعلموا لهجتها وتذوقوا أطباقها، وتعودوا على عاداتها وتقاليدها، وعاشوا أفراحها وسعدوا بإنجازاتها، فهي الوطن الثاني بل أحيانا قد يعتبرها البعض وطنه الأول لما أعطاه من حرية التعبير والتنفيس والقدرة على الإحساس بإنسانيته وهو يرى قطر تقدم الكثير والغالي والنفيس وتساعد القريب البعيد، وتلم الشمل بين الإخوة والفرقاء. وها هو هذا الخبر يقع عليهم، ولم يصدقوا أذانهم، فكيف يتم خصم بدل التنقل منهم وهو الذي يسند الراتب، خاصة بعد ارتفاع أسعار البنزين وما يمكن أن يجر عليهم هذا الخصم من ضرر في ميزانية الأسرة التي تحاول أن تنفق وهي تحسب كل ريال، وتبذل الجهد أن يكون الإنفاق على قدر الحاجة. إن البعض من هؤلاء المقيمين على هذه الأرض الطيبة يعانون الأمرين من ضعف الراتب في ظل ارتفاع الإيجارات واحتياجات المعيشة التي ترتفع يوماً بعد يوم! بغض النظر عن بعض المقيمين المتمتعين بالكثير من الحوافز والامتيازات التي تجعلهم يعيشون عيشة الرفاهية والسعادة دون أي منغصات، خاصة الذين يعملون في الشركات والمؤسسات الوطنية التي لها كوادرها الخاصة، حتى أن البعض من هؤلاء يتقاضون بطاقة تموينية للشراء من المجمعات والهايبر ماركت وهم بذلك يرفعون عنهم معاناة المعيشة المرتفعة. إن خصم بدل التنقل الذي قد لا يتعدى الستمائة ريال قطري في الشهر، لسوف يكون له تأثير كبير على إنفاق الأسر وسوف يضع الأسرة في ضائقة مالية، خاصة ممن يتقاضون رواتب ضعيفة أو مقطوعة. ومن خلال ملاحظاتي فيمن حولي، لاحظت الامتعاض من هذا القرار من المواطنين، الذين آلمهم الخبر، وأشفقوا على حال المقيمين الذين سوف يشملهم القرار، وتمنوا لو أن هذا القرار يتم النظر فيه والعودة عنه، لأنهم بالفعل ونحن معهم لا نعلم مبررات هذا القرار. فيكفي هؤلاء معاناة الإقامة والإيجار ونفقات المدارس والمعيشة وهم بتلك الرواتب المحدودة. ونأمل أن يظل هؤلاء في استقرار نفسي وأمني يستطيعون من خلاله العطاء والعمل بكل ما أوتوا من جهد وكفاءة.