11 سبتمبر 2025
تسجيلامتاز بعض تجار اللؤلؤ (الطواويش) بحُسن الخط، وكان بعضهم يكتب بخط يده دفتر أوزان اللؤلؤ، كما كانوا حريصين على تدوين معاملاتهم التجارية من البيع والشراء، بالإضافة للحسابات المالية، وكل ذلك جعل البعض منهم يمتلك خطًا مميزًا، بحيث يمكننا اعتباره خطاطاً، على الرغم من أنه لم يكن بالضرورة مجازًا في أي من أنواع الخط العربي، كما أن بعضهم لم يكن يعرف القراءة والكتابة، فكان يستعين بكاتب؛ يُسمى «الكراني»، كان يمتلك مهارة القراءة والكتابة، ويتسّم بُحسن الخط وجودته. الطواش والنوخذة إبراهيم بن سعيد بن محمد المسلماني، ولد بالدوحة عام 1882 تقريبًا، كما ورد في الجزء الأول من كتاب «الغوص على اللؤلؤ في قطر»، الصادر عن (كتارا)، نقلًا عن حفيده عبد اللطيف بن سعيد، وقرأ القرآن الكريم، وتعلّم الكتابة على أيدي المطاوعة في الكتاتيب، ولما بلغ أشده واستوى ركب السفن التقليدية مع والده الطواش، فتمرس على الأعمال البحرية؛ كنوخذة على ظهر سنبوك والده، المسمى «برزان»، فلما توفي والده بيعت السفينة، فطلب من صناع السفن (القلاليف) في البحرين أن يصنعوا له سنبوكًا شبيها به، أطلق عليه اسم «برزان الثاني»، وأوكل إلى أخيه قيادته كنوخذة. ويروى أنه كانت له علاقة صداقة حميمة مع الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني (1875-1971)، مؤسس أم صلال محمد، كما كان شريكًا في تجارة اللؤلؤ مع ابن عمه عبد الله بن جاسم المسلماني (1884-1984)، إذ كانا يشتريان اللؤلؤ من أهل الغوص في البحر، ثم يذهبان لبيعه في البحرين أو دبي أو الهند، وتوسعت تجارتهما وازدهرت في العقد الثالث من القرن العشرين (1920-1930)، إذ كسدت بعد ذلك؛ لكساد تجارة اللؤلؤ؛ بظهور اللؤلؤ المستزرع. اتجه المسلماني لتجارة المواد الغذائية، وتجارة الأخشاب، وقام برحلات للهند في سبيل الحصول عليها، وكان يصطحب ابنه سعيدًا معه في تلك الرحلات، حتى توفي في عام 1966. وكان والده سعيد أوقف سُدس ماله على أعمال البر، فقام إبراهيم بشراء مخزن بسوق واقف بهذا المال، مؤرخ بعام 1919، يعتبر من أقدم وثائق الوقف في قطر، وفيه أوصى بأن يتولى ابنه سعيد نظارة الوقف بعد وفاته، كما يُذكر أنه رمم مسجدًا بحي الجسرة، يُعرف بمسجد المسلماني، وكانت على بابه قطعة من الرخام مكتوب عليها بيت شعر يقول: «بنيت لله قدر إمكاني.. أرجو من الله العفو والغفرانِ». ولُقب بالقاموس لما كان يحفظ في ذاكرته من معارف، فقد استهوته القراءة، وخاصة في التاريخ، والملاحة البحرية، وقوانين البحر، والأدب والشعر؛ بل إنه نظم في بعض المناسبات شعرًا. وأطلعني د. ناصر بن جاسم المسلماني (ولد 1973)، على نماذج من كتاباته، التي توصف بأنها كتابات حسنة بخط الرُقعة السريع.