11 سبتمبر 2025

تسجيل

فتحي منصور.. الخط والجرافيك

16 أغسطس 2024

ترك عددٌ من الخطاطين، الذين التحقوا بالعمل في المدارس أو الصحف والمجلات القطرية أثرًا طيبًا في مجال الخط العربي، سواءً بالكتابة أو التدريس، ومنهم الخطاط المصري فتحي منصور، الباحث في الفنون والخط العربي، والمولود بمدينة الإسكندرية في عام 1973، والحاصل على الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة الإسكندرية عام 2007، وبكالوريوس الفنون الجميلة من الجامعة نفسها عام 2005، حيث وظف الخط العربي في مشروع التخرج بقسم الجرافيك، في موضوع‏ «القيم الجمالية للحروف العربية»؛‏ ومزج بين الخط العربي والطباعة الفنية، وكان هذا معرضه الأول للخط العربي. بدأت رحلته مع الخط العربي مبكرًا؛ بينما كان لا يزال يحبو في دراسته النظامية بالمرحلة الإعدادية، حيث أحب الرسم، وكان إرساله رسالة لأخيه المقيم بالخارج، والذي لم يستطع قراءتها لسوء الخط، دافعًا ومحفزًا له للانطلاق في آفاق عالم الخط العربي الرحبة، إذ قرر أن يُحسّن خطه، ‏فبدأ يُقلد خط النسخ من المصحف ‏للخطاط السعودي عثمان طه (ولد 1934)، وشيئًا فشيئًا تحسّن خطه. وفي سنة 1999 التحق بمدرسة ‏محمد إبراهيم (1909-1970) للخط العربي بالإسكندرية، وهي من أقدم مدارس الخط في مصر، وحصل منها على دبلوم الخطوط العربية في عام 2003، ثم أسهم في تأسيس ثاني مدرسة للخط العربي بالإسكندرية في منطقة «ثروت» عام 2007، بعد حوالي 80 سنة من إنشاء المدرسة الأولى، والتي يعود الفضل في تأسيسها للفنان الخطاط محمد الجوهري (ولد 1963)، صاحب الفكرة، وأحد رواد الخط العربي بمصر، وقام منصور بالتدريس بها؛ قبل التحاقه بالعمل كمدرس للخط العربي في المدارس القطرية. وتتلمذ منصور في مدرسة محمد إبراهيم على يدي مجموعة من كبار الخطاطين النجباء، الذين تأثروا بالكتابات الرائعة لعميد الخط العربي سيد إبراهيم (1897-1994)، وخاصة في خط الثلث، ومنهم عبد المنعم موسى، الشهير بـ «نعيم» (ت. 2004)، أستاذ خط الرقعة، ومحمد الطرابيشي، أستاذ خط الثلث، ومحمد الجوهري، ‏أستاذ الخط الفارسي، ومحمد المغربي، أستاذ خط النسخ، ومحمد شيحة، أستاذ خط الثلث، وعصام الدين عبد الواحد، الذي درس له فن الخط في كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية، فكانوا هم الدافع والمحفز لحبه الخط العربي، ‏والانطلاق للإبداع فيه. التحق بدولة قطر للعمل بتدريس فن الخط العربي في مدرسة خاصة تهتم بالخط والتراث، وقدم في المدارس القطرية عددًا من المحاضرات والورش عن رحلة الخط العربي، وتطور الكتابة عبر التاريخ، وعددًا من المحاضرات عن الألوان وتأثيرها النفسي، وورشة عمل عن الطباعة الفنية، وأخرى فنية بمركز قطر الثقافي والاجتماعي للمكفوفين عام 2010، وثالثة بالمركز الثقافي للطفولة عام 2013، فضلًا عن ورشة عمل فنية في إطار الاحتفالات باليوم الوطني للدولة عام 2012. ‏ويكتب منصور عددًا من الخطوط، لكنه يفضل الخط الديواني، لأنه يمتاز بالمرونة والقابلية للتشكيل، كما أنه يُلبي حاجات الإبداع والتشكيل، كما أدخل الإضافات والتجديدات الفنية والجمالية على فن الخط العربي، مستخدمًا القواعد التي بني عليها هذا الخط، ومضيفًا إليها لمساته الخاصة. وبالإضافة لذلك فهو أديب، فاز في عددٍ من المسابقات الأدبية في مجال القصة القصيرة، الشعر الفصيح، الشعر الحر، التأليف المسرحي، والخطابة، كما حقق المركز الثالث في الأبحاث العلمية على مستوى مصر في أسبوع شباب الجامعات السابع لعام 2005، وميدالية المسابقة الابداعية للقادة لعام 1997، والمركز الأول للفنون التشكيلية في عام 2006، ونال شهادات تقدير من جامعة الإسكندرية، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة القوى العاملة بمصر، وهو عضو بالصالون الثقافي بوزارة الثقافة المصرية، ومركز الإسكندرية للإبداع الثقافي، وأعدت عنه قناة «الجزيرة مباشر» عام 2015؛ فيلمًا تسجيليًا بعنوان «حكاية فتحي منصور والخط العربي».