10 سبتمبر 2025

تسجيل

رقم وتاريخ

29 ديسمبر 2022

عندما ألقي نظرة على آخر ورقة في التقويم في كل عام أتأمل رحيل الأعوام وتسارع الوقت فالزمن يمضي وتمضي الأيام على عجالة، فكأنما الأيام كالساعات، والساعات كالدقائق، والدقائق كالثواني، لتسأل نفسك وكأن احدهم يستعجلك بالإجابة ( كيف مر الوقت سريعا) هذه العبارة المألوفة التي تتداولها الألسن خاصةً عندما نشعر بمرور الوقت دون أن نتمكن من مجاراته، بيد أن آخرين يشعرون بالزمن بشكل مختلف، فيكون الملل أو تباطؤه لديهم هو الإحساس المسيطر على شعورهم بمرور الوقت وتسارعه. لكن وسط زحمة هذه الأفكار في رؤوسنا مع اقتراب نهاية كل عام وبين استرجاع ذاكرتنا لما مر من احداث وتلك الأمنيات والأهداف المكتوبة في دفاترنا او هواتفنا او عقولنا لنحققها العام القادم، لا يزال العام ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا، والسنة اثني عشر شهرًا، والشهر أربعة أسابيع، والأسبوع سبعة أيام، واليوم اربعا وعشرين ساعة، والساعة ستين دقيقة، ورغم ذلك نتساءل ما الذي تغيّر؟ فبعد أن دارت عجلة الزمن بنا وكبرت احلامنا وتنوعت اهدافنا وازدادت مسؤولياتنا وتضخمت مخاوفنا اصبحنا نبحث عن الساعة الخامسة والعشرين في اليوم ونتمنى ولو امنية ان يكون في العام عامٌ آخر لننجز ما نسعى انجازه، والحديث ليس عن الجميع فهناك فئةٌ قد لا يعنيها الوقت ولا تحمل في داخلها هم مروره،لكنها نقص من أعمارنا، وتقارب للمسافة بيننا وبين آخرتنا، هي أعمال أودعناها صحائفنا بخيرها وشرها، هي أيام اتى فيها اشخاصٌ إلى الدنيا، وودعها آخرون، هي أيام حدثت فيها كوارث وحفظنا الله فيها من مصائب، هكذا هي الدنيا وهكذا أراد لها مولاها.. حيث يقول في كتابه الكريم: «كل يوم هو في شأن». إذاً من حقنا أن نقول إن الوقت يمرّ دون أن نشعر به الآن ويمضي سريعًا بنا وعمرنا جزء مستقطع فعلينا ان لا نتجاهل ذلك الصوت القادم من رؤوسنا بأن نُحسن استثماره، فها هو اليوم يمضي دون أن نفهم كيف قضيناه، وها هو العمر يمضي ولا نعرف كيف استهلكناه، ثم نتساءل كيف انقضت من اعمارنا كلّ تلك السنين!؟ ان التقويم محمل بثلاثمائة وستين ورقة فلا تصل بك اللحظة التي تتساءل فيها ( أين ذهبت تلك الأوراق؟!) اذا كنت تتعامل مع ايامك كحباتِ رملٍ تحملها وسط يدٍ متفرقة الاصابع، ويُعد بداية العام الجديد مناسبة يمكن من خلالها للشخص النظر إلى الماضي، والنظر للمستقبل والأيام المُقبلة عليه كذلك، والتفكير بالإنجازات والأمور التي يرغب بتحقيقها فيه، والقرارات والخطط التي سيسير عليها، ولا اسعى من خلال مقالي هذا في ختام عام الفين واثنين وعشرين الى جعل الصورة ورديةً وعدم الأخذ بالاعتبار تلك العقبات التي بلا شك واجهها كل قارئ بل سأكون منطقيةً وايجابيةً كما تعرفونني واقول لكم إن العام الجديد هو منحة إلهية للبدء من جديد بأملٍ افضل ورؤية احسن وشعور اعمق بنعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى. اخيراً: نطوي الصفحة ونفتح صفحة عام الفين وثلاثةٍ وعشرين وكلنا أمل واشتياق لنخطّ فيها الضحكات والفرح والطاعات وبلوغ أقصى درجات الرضاء عن الذاتْ، فكل عام وانتم بخير.