11 سبتمبر 2025
تسجيليعتقد بعض الأشخاص أنه عندما يتبوأ منصباً معيناً عليه أن يتغير ويتلاءم مع وضعه الحالي والذي يصوره له بعض المنافقين من حوله، فتجده يتعالى على زملائه والمراجعين ويتغطرس ويظن أنه أعلى منهم، فلا يراهم شيئاً ويحاول جاهداً أن يعرقل أعمالهم ومعاملاتهم ويُبعد كل من يجد فيه طموحا وجهدا في العمل حتى لا يكشف ضعف إمكانياته ومعلوماته، فتجد المنصب أكبر منه ويحاول جاهداً أن يغطي على فشله في بعض القرارات السلبية والتي تؤثر على سير العمل. يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «عند الله خزائن الخير والشر، مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله مفتاحا للخير، ومغلاقا للشر، وويل لمن جعله مفتاحا للشر، ومغلاقا للخير». فمن يرزقه الله بمنصب أو جاه أو تجارة، أو يكون في مكان عمل لخدمة الناس فإن الله قد رزقه بخير كبير، فلابد أن يسهل على الناس، ولا يكون حجر عثرة في طريقهم ويؤذيهم بالطلبات والأوامر غير الضرورية، فلابد أن يسهل عليهم قدر الإمكان، فمن الوارد أن يأتي يوم يكون مكانهم ويتمنى لو سهلوا عليه. لدينا مسؤولون يتقنون فن إيذاء الناس وكأن الوزارة أو المؤسسة ملك لأجدادهم، فيبطشون بالبشر ويدمرونهم ويجعلون حياتهم مليئة بالمشاكل والهم ويظلمون دون أن يتحققوا ولا يهتمون بما سيحدث بعد ذلك، ومنهم بكل أسف بعض من المتدينين أو بمعنى أصح أشباههم الذين تدور حولهم شبهات تنفيع من مناقصات ومخالفات إدارية ربما تُكشف قريباً. فهذه رسالة لُكل مسؤول ظالم وبكل تأكيد سيكون فاسدا، الدنيا قصيرة وهناك ثواب وعقاب لا تعتقد أن قوتك في منصبك ستنفعك، فالأمان الوظيفي لديك قصير وأنت تُدرك ذلك، فتدارك أخطاءك وصححها ولا تظلم الناس وتجعل حياتهم سواداً، فحتما سيأتي اليوم الذي يقتصون منك، فلكل زمان دولة ورجال، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك، فاحرص على سمعتك فهي التي تدوم، أما المناصب فهي زائلة، نكتفي بذلك، وربما نكشف هوية ذلك المسؤول الذي عاث في الأرض فساداً فإن عاد سنضغط على الزناد، والله من وراء القصد. كاتب كويتي @mesferalnais