10 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة الجريحة بين الخذلان والصمود

21 أكتوبر 2023

وقف العالم متفرجاً سوى بعض الدول على قصف الكيان الإسرائيلي المغتصب على فلسطين المحتلة وبالذات غزة الجريحة التي تُعاني من الخذلان ولكنها صامدة مقاومة بأبطالها وأهلها المؤمنين بقضيتهم وأحقيتهم بالأرض والمقدسات، بعد عمليات المقاومة الشجاعة والتي دكت حصون الكيان الإسرائيلي ووصلت الى مناطق متفرقة منها وأهلكت عددا كبيرا من جنود العدو وأسرت عديدا منهم، جاء الرد صاعقاً وقوياً لعدم تكافؤ القوة ولعدم الدعم والتخاذل من العديد من الدول، وكشف الوجه القبيح والجبان للأحزاب والحركات وغيرها، فكما قال الإمام الشافعي جزّى اللّه الشّدائِد كُل خيْرٍ وان كانت تُغصّصُنِي بريقي وما شُكرِي لها حمْداً ولكن عرفتُ بها عدوّي من صديقي غزة الجريحة، حتى كتابة هذا المقال، قدمت 3785 شهيداً وقرابة 12 ألف مصاب، اعتبرتهم إحدى القنوات الإخبارية العربية بكل أسف قتلى الغارات الإسرائيلية وليسوا شهداء، بل شهداء عند ربهم يرزقون، أيها العرب المتصهينون، فقد ابتلينا بمثل هؤلاء الذين يدافعون عن موقف الكيان الإسرائيلي والذي يحاول تغيير ملامح غزة وهدم مبانيها القديمة التي تعتبر أقدم من الكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية كمستشفى المعمداني وبعض المباني القديمة في إشارة واضحة نحو تهجير أهالي قطاع غزة واتباع سياسة الأرض المحروقة حتى تُزال معالم المدينة الصامدة، فتزامن القصف الصاروخي مع منع الغذاء والدواء على غزة الصامدة لإجبارهم على الفرار من قطاع غزة لتنفيذ خططهم المستقبلية وسط صمت دولي وعربي. ليأتي رد الشعوب صاعقاً وقوياً تمثل في مقاطعة صارمة لشركات داعمه للكيان الإسرائيلي ومظاهرات تندد بأفعاله الجبانة وقصفه لغزة وتُطالب باتخاذ مواقف بل أفعال صارمة توقف عجلة القتل التي تدور يومياً على جثث أبطال غزة، فهناك الكثير من وسائل الضغط والإجبار على تغيير المواقف، وأهمها العامل الاقتصادي والمتمثل في الاستثمارات العالمية والصناديق السيادية وسلاح النفط والتحرك الدبلوماسي والذين لم نره بكل أسف سوى تحرك بسيط لا يسمن ولا يُغني من جوع لنرى الكيان الجبان الضعيف يستقوي على إخواننا في غزة لأننا وقفنا متفرجين فخُيل للجبان أننا أكثر جبناً منه واستمر في جريمته الشنيعة، وهنا لابد أن نثمن الدور الذي قدمته بلدي الكويت في دعم القضية بكل ما تملك من دبلوماسية ومساعدات وإغاثات إنسانية ومحاولات ضغط لرفع الحصار ووقف القصف الإسرائيلي وكذلك الدور الشعبي المشرف. فنحن لا نملك سوى الدعاء والتبرعات ولابد أن نستمر في الضغط من أجل إنهاء تلك الكارثة وحتى يتم حقن دماء اخواننا في غزة الجريحة، ونتضرع الى الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداءهم ويشفي مصابيهم ويرفع البلاء عنهم إنه قادر على كُل شيء.