10 سبتمبر 2025
تسجيليُعرف الأمن السيبراني بأنه عملية حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية، وتهدف تلك الهجمات السيبرانية الى الوصول لمعلومات حساسة ومحاولة تغييرها أو تدميرها بغرض الاستيلاء على المال من المستخدمين سواء أشخاصا أو مؤسسات أو كيانات حكومية، ويمثل تنفيذ تدابير الأمن السيبراني تحدياً كبيراً نظراً لوجود عدد أجهزة يفوق أعداد الأشخاص كما أن المهاجمين اصبحوا أكثر ابتكاراً ولديهم خُطط متنوعة وعديدة من أجل الوصول الى مبتغاهم. اليوم لا أعتقد أن احداً لم يتلق اتصالاً هاتفياً أو رسالة إلكترونية من شركات دعائية وتسويقية وحتى خيرية، تُحدثك باسمك وتسرد معلوماتك ولديها ربما أمورك المادية وحساباتك، قبل سنوات كُنا نستغرب كيف حصلوا على أرقامنا ومن منحهم، اليوم تطور الوضع لمعلومات حساسة بل حصل كثير منهم على ما يريد وحدثت عمليات سرقة ونصب واحتيال خاصة لكبار السن، فهناك من يتصل ليوهمك بأنه موظف من البنك ويطلب تحديثا للبيانات ورقم البطاقة السري وذلك من أجل حماية بياناتك وبعدها يتم اكتشاف سرقة أموال من حسابك في البنك عن طريق تحويل مالي لأشخاص خارج البلاد، فشخصيا تعرضت لذلك قبل سنوات عدة بعد عودتي من إحدى الدول الأوروبية وكنت استخدم بطاقة ماستر كارت في الشراء ويبدو والله أعلم أن السرقة تمت من خلال سرقة معلومات البطاقة عن طريق كاميرا المحل، واتصلت بالبنك في وقتها ليتم إعادة المبلغ بعد عدة أسابيع، هذا على المستوى الشخصية ولكن وقع الهجمات السيبرانية على إدارات ومؤسسات وبنوك الدول أكثر ألمنا وقوة ويمثل تحدياً دائماً وقلقا مستمرا يتطلب إجراء الكثير من الاحترازات واليقظة. فكثيرة هي محاولات النصب والاحتيال خاصة لدينا في الكويت ودول الخليج لتمتعها بوفرة مالية وهي تمثل مطمعا للعصابات السيبرانية، فقد شاهدنا في وسائل التواصل الاجتماعي كيف تتم عمليات الاحتيال لدرجة وصل بهم التحدث باسم جهات حكومية تطلب معلومات خاصة وحساسة من العملاء وأحيانا تنجح في خطتها ويتم سرقة معلومات وأموال، كما حدث مع مذيعة كويتية معتزلة تم سرقة 15 ألف دينار من رصيدها عن طريق اتصال من إحداهن تدعي بانها موظفة في صالون نسائي. اليوم انتبهت الدول المقبلة على التطور والتقدم أن ما يحدث من هجمات رقمية تشكل حرباً اقتصادية تهدد الأمن المالي وتشكل خطراً حقيقياً على الأشخاص والدولة ومؤسساتها، فتم استحداث تخصص في كليات الجامعات الحكومية والخاصة يهتم بالأمن السيبراني، من أجل خلق جيل واع ٍ وشباب متخصص في صد الهجمات السيبرانية الموجهة للأمن الوطني والمالي، فكم أتمنى الاهتمام بهذا التخصص ومنح من يتخصص فيه علاوات تشجيعية تجعله تخصصا جاذباً من أجل الحفاظ على أمن معلومات الدولة ومراكزها المالية ومؤسساتها الاستثمارية وشركاتها التجارية واقتصادها. كاتب كويتي @mesferalnais