15 سبتمبر 2025

تسجيل

في جيوبكم أيقونات أيها القطريون

29 ديسمبر 2020

إن كانت العملات وسيلة للتداول وأداة تيسير تجاري اقتصادي، وفق المفهوم العالمي لهذا المنتج، فإنها باتت في دولة قطر اليوم حاملاً رشيقاً للهوية الوطنية، ورمزاً مادّياً حافلاً بالمعاني والدلالات المعنوية الراقية، في بلد بات الرقي فيه علامة فارقة، يشير إلى تجلياته الراسخة كمراقب ومتابع إن كان هنا في الداخل أو في الخارج. وإن كانت قطر قد شرعت بضخ الإصدارات والنماذج الجديدة من عملتها، فإنها تتعدى بذلك أية إملاءات اقتصادية واهنة، كما هو معروف عن مثل هذا الإجراء على مستوى العالم، بل ثمة إضافة حقيقية توختها السلطات النقدية في قطر، في سياق السعي الدؤوب دوماً نحوالتجديد، ومحاكاة الأفضل والأحسن على مستوى العالم، في كل مجالات الاقتصاد والحياة، ومنها العملة التي يتضح من النماذج الجديدة منها، أن ثمة إصرار أكيد في هذا البلد على تصدر "لوائح الشرف العالمية" في كل منتج يحمل الهوية القطرية، بما في ذلك الإنسان الذي تم إعداده وفق أدبيات خاصّة رائعة، ليكون المنتج الراقي هو " المواطن القطري". لقد اختصرت السلطات النقدية في قطر النماذج المبتكرة لعملة البلد، كل ما ينطوي عليه حاضر وتراث هذا البلد، من ملامح طيبة يُشار إليها بالبنان، مع حرص لافت ومثير للإعجاب على توخّي أفضل الاشتراطات الفنية العالمية في سك العملات، وقد يكون من المهم هنا أن يعرف الجميع أن قطر هي صاحبة امتياز أفضل خط مستخدم على العملات في العالم بعد بريطانيا، وهي الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط من حيث الشريط الأمني الموجود في إصدارها لعملتها الجديدة، لا سيما فئة الـ 500 ريال ذات الخصوصية الجميلة بكل ما فيها. اليوم يحق لكل مواطن قطري ولكل وافد، أن يتغنّى بما في حيازته من عملة هذا البلد، لأنها ليست مجرد أداة دفع وتداولات تجارية، بل هي –بكل فئاتها– أيقونة تحفل بما يزخر به هذا البلد الجميل، من تراث عميق وركام ثقافي كثيف، و دلالات أخرى اقتصادية واجتماعية وحلقة متكاملة من "الرمزيات" المتعلقة بما وصلت إليه قطر من درجات عالية في ارتقائها على سلّم الرقي في مجالات الصحة والرياضة وكل مناحي الحياة؛ إذ تمتاز الإصدارات الجديدة من كل الفئات، بلحظ كل معاني الجمال والتميز في بلد التميز، من الأنماط الهندسية التراثية وفن العمارة القطري اللافت بروعته وجاذبيته، وصولاً إلى كل التفاصيل الحيّة التي تنبض بها أرض قطر، إن كانت نباتاً أو حيواناً أو ثرواتٍ أو معالمَ حضارية في مضمار الاقتصاد أو الصحة أو الثقافة والرياضة، لتكون الحصيلة لوحة بانورامية أخّاذة متكاملة المعالم، محمّلة على وجهي الأوراق النقدية بكل فئاتها. سيكون في جيوبكم أيها القطريون من اليوم فصاعداً، عملات لا كالعملات، بل أيقونات إبداعية تغري حاملها بالاحتفاظ بها كـ "تحفة"، وإن كانت قد صُمّمت كـ"سلعة" للتداول، ومن الجميل أن تكون عملة البلد أغلى من قيمتها النقدية، بما تحتضنه من ملامح فنية آثرة، ودلالات معبّرة، وقيمة معنوية لصيقة بعشق أهل هذا البلد ووافديه للهوية القطرية، والعملة هويّة من الطراز الممتاز عادةً. وعلى المقلب الآخر، فإن في العملة القطرية الجديدة، اختزال لوقائع الأمن والأمان التي ينعم بها الشعب القطري والمقيمون على حد سواء.. فهي عملة آمنة عصيّة على التزوير.. ومتى..؟؟ في زمن بات تزوير العملات مهنة أرّقت العالم، بعد أن غدت مهنة لها مختصيها وتجارها وأسواقها، فإن تحصّن قطر عملتها من احتمالات التزوير، هذا يعني أنها حصّنت مواطنها وكل مقيم، كما حصّنت اقتصادها الحصين أصلاً. إن تجديد العملة في قطر..هو حلقة في سلسلة متواصلة من التجديد الذي تشهده "دولة الحداثة" في كل مفصل وكل منحىً وكل معلم من معالمها الرائعة، بل وكل حبّة تراب، حيث يكون التراب ذهباً في أيدي من يعرفون قيمته، ويبرعون باحترام رمزيته وقدسيته.