13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر تنتصر على الجائحة

22 ديسمبر 2020

ليس حدثاً عابراً، ولا يجب أن يكون عابراً، أن تتوّج دولة قطر نجاحاتها في أصعب اختبار معقّد يعتري العالم في العصر الحديث. إذ أنه ليس صدفةً، أن تستقبل البلاد أول شحنة لقاح ضد فيروس كورونا، كما أنها ليست خطوة احترازية جاءت على وهن واستسلام أمام الجائحة، بل هي اللمسة المكمّلة لرحلة شاقّة خاضتها الدولة في المواجهة الساخنة مع " الطارئ المحمّل بالهواجس".. ليكن توطين اللقاح شارة النصر في الوصول إلى برّ الأمان، في زمن الشدّ العصبي والتوتّر والارتباك والهلع الذي أصاب العالم كلّه. فالعالم كلّه يراقب – ولو بصمت حتى الوجوم – ما يجري في ميدان المجابهة مع كورونا، كما أن مختصّين ومنظمات كبرى ترصد إجراءات الحكومات في التعاطي معه - احترازياً وعلاجياً – كما نتابع نحن عن كثب تفاصيل الكفاءة العالية في الوقاية وسلسلة الخدمات بالغة السخاء لحماية كل من يقطن على أرض هذه الدولة القوية بكل ما في الكلمة من معنى.. لتكون خلاصة القول إن قطر استحقّت وسام التفوّق وبجدارة، وهذا ليس ادعاءً أجوف بل حقيقة تعززها الأرقام والوقائع. لقد كانت إجراءات الاحتراز التي اتبعتها الدولة والسلطات الصحية، لافتة للانتباه ومثيرة لاهتمام كل من عاين عن بُعد، أو عايش الوقائع وعاشها عن قرب.. ففاتورة العلاج كانت باهظة، لكنها كانت مدفوعة الثمن بالكامل من جعبة الحكومة – لا من المواطن ولا من المقيم – وكان للوافد حصّته وحصانته من المرض كما المواطن تماماً، وهي حالة فريدة ربما لم تحصل كثيراً في هذا العالم، رغم خطورة الموقف وحساسيته، لكن قطر قد فعلتها وذاع صيتها الطيب. حتى إجراءات حجر المصابين جرت في الفنادق الراقية، وبمنتهى الاحترام لإنسانية الإنسان، وبلمسات حنوّ ورعاية فائقة منقطعة النظير.. كما يُسجّل للحكومة هنا أنها اتبعت ديناميكية " الإجراء الهادئ والسلس" حارصة على عدم إثارة الهلع، وعدم تكبيد المواطن أو الوافد أي عناء في الاستجابة لإجراءات الوقاية والتحري عن المرض، فالرعاية الصحيّة هي من أتت إلينا في البيت والسيارة، دون أن نذهب نحن إليها – مواطنين ووافدين – وهي آلية مرنة تكفّلت بأن يدخل الجميع من بوابة الأمان والوقاية من هذه الجائحة الخطيرة فعلاً. ولعلّ مكنة التوعية التي اتبعتها الحكومة، قد أثمرت في إنجاح مساعي محاصرة " الوباء"، فقد تكفّلت الصفحات الالكترونية التي تم نشرها على نطاق واسع، والضخ الإعلامي التوعوي المنظّم والمدروس بعناية، في إحداث تأثير عميق واستجابة لدى الجميع، على صعيد الوقاية الفاعلة والفعّالة، ما أسهم كثيراً في محاصرة المرض وبناء حصون الوقاية والحماية لصده عن الجميع.. ونستطيع أن نعتبر أن كورونا كانت فرصة لتأكيد براعة هذه الدولة في تنظيم نفسها وكوادرها ومؤسساتها، كذلك مواطنيها ووافديها وعابريها، وضمان وصول الجميع فيها إلى شاطئ السلامة.. والتنظيم حضارة كما نعلم، كما أن الحضارة لا تأتي بقرار وادعاء، بل تحتاج إلى سعي وعناء. لقد تفوّقت قطر مرّة جديدة على صعيد الرعاية الطبية والصحيّة عموماً.. فالنجاح في مواجهة جائحة كورونا، استند الى بنية ومنظومة صحية متماسكة.. فنظام الرعاية الصحية متاح لجميع سكان دولة قطر سواءً كانوا مواطنين أو مقيمين، وبأدوات ومعدّات طبية تعتمد أرقى ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، وهذا مدعوم بكوادر عاملة عالية التأهيل والتدريب، يعملون عبر شبكة رعاية على مستوى الوقاية والعلاج، تغطي جميع أرجاء البلاد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية. منظومة رعاية متكاملة مكّنت قطر من التقدم المشرّف من المرتبة 13إلى المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر الصحة الذي يصدره معهد "ليجاتوم" ومركزه الرئيس لندن.. ومن تصدّر المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط على صعيد متوسط العمر المتوقع، وضمن قائمة الخمس والعشرين الأفضل عالمياً من حيث جودة الخدمات الصحية وسهولة الحصول على الرعاية الصحية. مبروك لقطر انتصارها الصحي.. ونجاحها الباهر في حماية مواطنيها ووافديها، من جائحة كان من الواضح أن قوامها ليس من النوع الذي يسري لـ " يترك أو يذر" بل ليحصد كل من يصادف في طريقه.