13 سبتمبر 2025

تسجيل

عيدكم عيدنا وطن سكن قلوبنا

17 ديسمبر 2020

لا يحدث كثيراً أن يجد المرء نفسه محتفياً شغوفاً باليوم الوطني لبلد آخر غير بلده الأصلي. فثمة خصوصيات للشعوب والمجتمعات تتصل بمفهوم الأصل والجذر، أي بالانتماء الفطري العضوي والوجداني، وباقة مشاعر سامية تسمو معها النفس البشرية وترتقي نحو أيقونة اسمها كلمة، ودلالاتها سفر من المعاني.. إنها باختصار "الوطن". إلّا أنني سأبيح لنفسي اليوم أن أعلن وأفصح عن نفحة الزهوّ والغبطة التي تعتريني، أنا بنت الشام، في اليوم الوطني المجيد لقطر بلدي الثاني، في ذكرى بزوغ فجر انطلاق دولة نحو أفق لا محدود في هذا العالم وهذه الدنيا، لتحجز لها مكاناً مرموقاً وفق كل معايير واعتبارات قياس الرقي والحضارة. وأظنها مشاعر يشاطرني إياها كثيرون من الوافدين المقيمين على هذه الأرض الطيبة الذين يستظلّون بمظلّة الرعاية والحنوّ والأمان، في قطر موطن الخير والبركة والنعمة والنماء والسخاء. فلن يكون مُغالياً أو مُحابياً كلّ من يطلق العنان لعبارات الامتنان لهذا البلد، لأن في أدبياتنا نحن البشر قناعة راسخة بأن "أينما رُزق الإنسان فذاك موطنه، وحيث تكون الحرية يكون وطناً". وكم هي وافرة مصادر الرزق، وواسعة مساحات الحرية المسؤولة، هنا في كنف حكومة كريمة وشعب تحدوه أرقى معاني الإنسانية في تعاطيه مع الآخر. والواقع أن في اليوم الوطني لقطر، مشروعيّة تصل حدّ الحتميّة، لوقوف كلّ منصفٍ بكثير من الاحترام، بعيداً عن مشاعر ووجدانيات صادقة يعبّر عنها أي مقيم، أمام ما حققه هذا البلد في مؤشرات يكترث لها العالم كثيراً، على مستوى الرقي الاجتماعي والنمو الاقتصادي، وفي زمن قياسي، منذ العام 1878 وحتى يومنا هذا. وقد يفي أي أرشيف عالمي يحرص على التوثيق الموضوعي، عن كثير من الشرح والتفصيل، لإبلاغ و إجابة من يتحرّى عن المراتب الراقية في حكاية صعود بلدٍ فتي، اختار المواجهة مع تحدّي التطور والنهوض الديناميكي المتكامل لكل مناحي الحياة. فقطر تصدرت المضمار العربي على مستوى التنافسية، ووصلت إلى المرتبة الثالثة عالمياً على مستوى الأداء الاقتصادي، واحتلّ اقتصادها في بعض السنوات الترتيب الخامس على قائمة أغنى الاقتصادات عالمياً، وفق تصنيفات البنك الدولي والأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي تبعاً للناتج المحلي الإجمالي وحصّة الفرد. كما تصدرت البنوك القطرية قائمة البنوك الأسرع نمواً على المستوى العربي، ومثلها باقي القطاعات المالية، والأخرى الإنتاجية لاسيما الصناعي منها. وكانت أحدث المؤشرات ثبتت وكالة موديز لخدمات المستثمرين العالمية التصنيف الائتماني السيادي لدولة قطر عند المرتبة AA2 مع نظرة مستقبلية مستقرة، ويعكس ذلك التصنيف المرونة الكبرى التي أظهرها الاقتصاد القطري أمام أزمتي فيروس كورونا وانخفاض أسعار الطاقة العالمية. هي مؤشرات راسخة بشهادات وتوثيق جهات عالمية متخصصة، لا تعرف المجاملة والمداهنة ولا تعترف بها، مؤشرات فرضتها دولة قطر بسياساتها الاقتصادية عالية الكفاءة، التي كانت انعكاساتها على الأرض ملفتةً لانتباه كل مراقب ومتابع ومهتمّ في هذا العالم. والحقيقة التي علينا ألّا نغفلها في هذا اليوم المبارك، هي الملامح المشرفة لدولة قطر التي حفل بها "بنك المؤشرات العالمي"، لم تكن مجرّد أرقام صمّاء، بل كان لها إسقاطات طيبة على كافة مسارات الحياة في هذا البلد الطيب، إن كان على صعيد دخل الفرد، أو مؤشرات الرفاهية والاستقرار الاجتماعي، أو الرعاية الطبية للمواطن والمقيم على حد سواء، ثم على مستوى النهوض الثقافي والتفوق الرياضي، إذ لم يكن صدفة أن تكون قطر الدولة المضيفة للمونديال العالمي في 2022. من هنا يبقى الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، احتفاء عابراً لحدود هذا البلد الذي أراه –كما يراه كل من عاش فيه– بحجم قارّة، فكلّ مهتمّ بالشأن الإنساني والمعاني النبيلة المنبثقة عنه، وكل معني بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، سيرفع القبّعة احتراماً لما أرسته هذه الحكومة وهذا الشعب من أسس متينة. كل عام وسمو الأمير المفدى نبراساً نهتدي به كما يهتدي كل الساعين نحو المجد لبلدانهم.. له في قلوبنا ومن قلوبنا كل الوفاء. كل عام وقطر بألف خير.. حكومة وشعباً وأرضاً تنبض بالخير الوفير.. كل عامٍ وأنتم الأرقى والأطيب لأنكم تستحقّون.