11 سبتمبر 2025
تسجيلرحم الله أمهات الزمن الجميل، وأطال في عمر الأحياء منهن، كانت الأم تحمل كل مسؤوليات البيت على رأسها، تطبخ وتنظف وتغسل وتنجب العدد الذي يرزقها إياه الله من الأبناء، ترعاهم وتربيهم وتهتم بأبيهم عشرات السنين بلا خادمة ولا طباخ ولا سائق. والله شقى !!! وبعد كل ذلك قد يتزوج الأب أكثر من زوجة في نفس البيت، ويطلب منها الاحترام والتعايش مع الزوجة الثانية، فالزوج الذي خُدم العمر كله لم يفعل شيئاً خطأ، الشرع حلل له أربعاً. جيل الأمهات جيل المعاناة الكبرى، شاركهن بعض الآباء أعباء الحياة وأنتجوا رجالاً ونساءً لهذا الوطن هم من أسس وبنى.. فرحمة الله على من رحل عسى الفردوس الأعلى مثواهن، وأطال عمر من بقي منهن. ويبدو أن المرأة ورغم تطور الحياة وتغيرها فستظل تعاني ولو اختلف حجم المعاناة وشكلها، فأنا أرى أن زوجاتنا وأخواتنا وبناتنا القطريات الموظفات قد انتقص من حقهن الكثير! وغير كافٍ ما يوفره قانون الموارد البشرية لهن من إجازة وضع وأمومة، بل يجب النظر بعين الاعتبار وبشيء من الجدية لوضع هذه الفئة المتعَبة، وهي المكون الأساسي للأسرة ولمستقبل الوطن، فمن الصعب أن تترك الأم منزلها في الصباح الباكر مجهدة بعض الشيء من الاستعداد المبكر لأمور بيتها وأطفالها متوجهة لمكان عملها عائدةً في وقت متأخر ينتظرها الكثير من العمل المنزلي وخصوصاً إذا كانت مُدرسة. فرفقاً بالقوارير.. رفقاً بالأم القطرية العاملة المطلوب منها الإنجاب والرعاية والتربية لرفد هذا الوطن بأجيال يحملون راية من سبقهم. أقترح أن تقوم الجهات المسؤولة وبشكل عاجل بدراسة ما يسمى بالدوام الجزئي واستعجال العمل به وفق ضوابط محكمة، ولو لفترة تجريبية مع كامل المستحقات المالية للأم القطرية العاملة. وكذلك النظر في إمكانية أن تكون هناك واجبات وظيفية تقوم بها الأم العاملة من البيت عبر الإنترنت (أون لاين)، فما يحدث الآن امتناع الكثيرات عن الإنجاب بعد طفلين أو ثلاثة بالكثير أو التقاعد المبكر مع انحسار ظاهرة التعدد، ناهيك عن كثرة الطلاق والطلاق المبكر. لقد أصبحنا مع زيادة الوافدين أقلية في بلادنا. ◄ آخر الكلام أدق ناقوس الخطر وحرصي على مصلحة قطر [email protected]