27 أكتوبر 2025
تسجيليعتبر الحجاب في تركيا قضية قديمة، بدأت كمشكلة مع سلسلة الإجراءات التي صدرت في عهد مؤسس الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك (1923- 1938)، عندما اتجه إلى فرض مجموعة من الجوانب المتعلقة بالثياب على المواطن التركي، وذلك في إطار تطلعه إلى قطع صلة بلاده بالإسلام، كهوية حضارية وإلحاقها بالغرب.. برزت قضية الحجاب كقضية سياسية في تركيا عقب الانقلاب العسكري، الذي قام به الجنرال كنعان إيفرين يوم 12 سبتمبر ،1980 حيث تم ـ بعد ذلك ـ ليس منع المحجبات من دخول الجامعات فقط، بل من سائر المعاهد والمدارس وباقي مؤسسات الدولة، وهو أمر زاد من معاناة المحجبات في البلاد، في وقت تقول فيه التقارير: إن عدد الطالبات اللواتي اضطررن إلى مغادرة البلاد لاستكمال دارستهن، تجاوز أربعين ألف طالبة، وبين هؤلاء بنات بعض كبار المسؤولين، بمن في ذلك ابنة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، التي درست في الجامعات الأمريكية التي لا تحظر ارتداء الحجاب. ينظر حزب العدالة والتنمية ـ ومعه باقي القوى الإسلامية ـ إلى مسألة رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في إطار الحرية الشخصية، والدينية، فأردوغان ـ بحسب المراقبين ـ لا يفكر بتشريع قانون خاص في قضية الحجاب، بقدر ما يفكر بإعداد دستور جديد شامل، بعد الانتخابات الاخيرة التي فاز فيها، وهو يخطط لرفع الحظر بالكامل عن الحجاب. قصة "توحيدة كتك" الفتاة التركية التي اشتهرت حكايتها مؤخراً، حول موضوع الحجاب بدأت عندما كانت تلميذة في إحدى المدارس التركية قبل حوالي 8 سنوات، وكانت قد شاركت في مسابقة شعرية فحصدت الجائزة الأولى، وفي حفل التكريم صعدت إلى المنصة بحجابها في انتظار تكريمها، لكنها بعد دقائق كانت على موعد مع طقوس (ظلم و قهر)، فغصت "توحيدة" بدموع قهرها، وهي تستمع لمدير الحفل يأمرها بالنزول من فوق منصة التتويج، التى شوهتها بـ "حجابها" بكت، استنجدت، هرولت إلى كل من في القاعة، تبحث عن إنصاف ليخرجوها من القاعة مكسورة الجناح. حملت "توحيدة" همومها إلى المنزل، وحبست نفسها هناك، لتفاجأ بأمها تخبرها بضرورة التكلم مع شخص يطلبها عبر الهاتف، رفعت السماعة.. واذا بصوت هادئ يقول لها: "عذرا يابنتي، لكني أعدك ـ ورجب طيب أردوغان ـ إذا وعد وفى، بأن نحل مشكلة "الحجاب" قريباً!! بعد حوالي 8 سنوات، وحين كانت "توحيدة" مشغولة بتدبير أمور منزلها، رن جرس الهاتف، وحين رفعت السماعة كان على الطرف الآخر صوت يذكرها بوعده قبل سنوات، ارتسمت ابتسامة الثقة على وجهها، و شكرته لأن مشكلة "الحجاب" حلت في عموم تركيا، وتنفست "محجباتها" نسيم الحرية وعبق الاطمئنان، وأصبح هناك مناخ جديد في البلاد، يبشر بإمكانية إيجاد حل لقضية الحجاب في تركيا عبر حل دستوري. حزب العدالة والتنمية وفى بوعده، فأقام حفل تكريم لـ "توحيدة" بإيعاز من الرئيس "أردوغان"، تسلمت فيه جائزتها، وطلب منها أن تقف على المنصة؛ بحجابها معززة مكرمة، لتقرأ نفس النص الشعري، الذي جعلها تربح تلك الجائزة في 2007م. مرت السنون، تخرجت "توحيدة" وتزوجت، وأصبحت أماً، وانتصرت بثبات موقفها، وموقف بلادها على رفع الحظر عن الحجاب!! وسلامتكم