11 سبتمبر 2025
تسجيليعلمنا يعقوب عليه السلام كيف نتوكل على الله في جميع شؤوننا، فرغم ما شاهده يعقوب وما يعلمه فإنه كان متوكلاً على الله، ويعلم أن الله قادر على كل شيء، فلم يقنط من رحمة الله، وفي هذا درس عظيم لكل شخص أن يعلم أن الله رحمن رحيم، لا يقبل الظلم أبداً وأنه يمهل ولا يهمل، فيقول الله على لسان يعقوب في سورة يوسف "قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" فالتوكل على الله قول وعمل وتسليم حتى عندما عاد إخوة يوسف يطلبون أخاهم ليزدادوا الكيل، قال يعقوب عليه السلام "هل آمنكم عليه الا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين" ويقول "إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون". نحن لا نعلم أحياناً أن العيب كل العيب في أنفسنا، فنحن من يصنع الهم والقلق ونحن من يضع الأمور في غير موضعها ونحن من نؤلم أنفسنا ولو كنا نتوكل على الله بقلب صادق لعرفنا أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، فالله له حكمه، منها ما يؤدبنا به، فالمصائب وأحداث الحياة ليست عبثاً بل هي دروس يومية نتعلم منها كل يوم متى ما تمعنا فيها وتفكرنا في حكمة الله.اليوم ليس منا شخص ليس له هم وليس منا شخص ليس له قضية وليس منا شخص لم يكد له وليس منا شخص لم يصب بمصيبة في ماله وأهله ونفسه، ولكننا نختلف في ردات الفعل ونختلف في فهم الأمور والتعلم منها، فتلك المصائب التي خاضها يوسف وأبوه كانت عنوان النجاح والعز والتوفيق، وفوق كل هذا كانت دروساً ربانية، جعلها للخليقة تتعلم منها على مر العصور، فلابد أن نجعل من مصائبنا وهمومنا جرعات تأخذنا لحال أفضل ومستقبل مشرق، ونظن بالله الظن الحسن، فكل منا لابد أن يكون قوي العزيمة والإرادة، لا تهزه النائبات ولا تجزعه المصائب، بل لا بد أن تزيده مهابة وقوة ورفعة وهذا ما نتعلمه من قصة يوسف، وهذا هو نتاجها الذي لابد أن نؤمن به.فالمصائب محك للإيمان الذي في قلوبنا، ولابد أن نعرف ذلك ونؤمن به والصبر والتحمل هما شهادة السعادة والنجاح والعزة التي يغفل عنها الكثير من البشر ومن ينظر بعين الحكمة سيجد فرحاً كبيراً في قلبه ونوراً في عقله، واسألوا الله الحكمة التي هي ضالة كل مؤمن وهي الفضل الكبير، وأختم بآية فهي القول الفصل "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا".