11 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر لتُعيــد رسم خريطة الأخلاق التي ما فتئت تعاني من حروب إعلامية غير نزيهة في كثير من بقاع الأرض. إن هذه البطولة العالمية التي استغلها المنحرفون لترويج ما لديهم من ثقافة سمــجة خبيثة تبثُ سمومها على أي أرض طاهرة تراها أمامها، حيث حاول هؤلاء الحاقدون أن يفرضوا ثقافة مسمومة في دولة قطر، من خلال مسوغات حقوق الإنسان في ممارسة حريته التي لا علاقة لها بالرياضة. لقد أدارت قيادة قطر الحكيمة باحترافية وعقلانية ورزانــة منقطعة النظير معركة تلك الدعايات السيئة عن حقوق المثليين وعن حرية شرب الخمور وغيرهما في الملاعب وخارجها. لقــد أظهرت هذه البلاد الطيبة صــورة مشرفة للعالم عن قدرتها على امتصاص تلك الشراسة الإعلامية الموجهة ضــدها. إن المُراقب لهذه البطولة العالمية وهذا التنظيم الخيالي لحفل افتتاح كأس العالم الرائع والذي أذهل العالم بهذا الإبداع والذي لم نر مثيلاً له من قبل، يجعله يخجل من اتهام قطر بالتقصير أو عدم احترام قيم الإنسان العالمية. هل هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنــا بحقوق الشواذ في ممارسة حريتهم وبنشر شاراتهم ودعاياتهم وصورهم أدركوا أن ما يقومون به هو هــدم لقيم مجتمعاتهم قبل أن تكون معول هدم لمجتمعات إسلامية؟، كيف تنادون بحقوق الشواذ وأنتم من وضع دساتير حقوق الإنسان في العيش بكرامة؟، كيف تريدون أن تفرضوا سلوكيات غير أخلاقية – وغير سوية – على مجتمعات عاشت لقرون محافظة على قيمها وأخلاقها ودينها وعاداتها وتقاليدها ؟ أليس الأولى أن توظفوا تلك الجهود وتلك الأموال الطائلة في إعادة بناء مفهوم الأسرة ومفهوم المجتمع ومفهوم الوطن قبل أن تخسروا ما بنيتم من حضارة هي مهددة بالسقوط اجتماعياً وأخلاقياً بسبب أفعالكم المُشينة؟. في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي انتشر فيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز)، وقامت حملات توعوية في ذلك الوقت لوقف انتشار هذا الفيروس، حيث كانت افريقيا من الدول الأكثر انتشاراً؛ وتصدت جميع المؤسسات الطبية العالمية لوقف انتشار هذا الفيروس، وأقيمت المؤتمرات العلمية الطبية لمناقشة هذا المرض، والذي كان من أول أسبابه هو العلاقات الجنسية المحرمة؛ وكانت هناك توصيات خرجت بها تلك المؤتمرات لوقف انتشار هذا الفيروس، وكان من بين تلك التوصيــات، والتي شدت انتباهي في ذلك الوقــت: نشــر الفضيلة بين الشعوب، بمعنى إيقاف تلك العلاقات غير النظيفة. فهل هناك من ينشر الفضيلة بين من يروجون للمثيلة؟. في لعبة كرة القدم هناك هجمات مرتــدة، يستغلها اللاعبون لتسجيل الهدف في مرمى الخصم؛ وكانت الإشاعات والأقاويل عن عــدم قــدرة دولة قطر على تنظيم البطولة، قابلتها هجمة مرتدة، استطاعت قطــر وبقدرة الله ثم بقدرة القيادة الرشيدة أن تسجل أعظم أهداف البطولة وهــو النجاح الباهرة لهذا الكرنفال العالمي. وأخيراً، إذا أردنــا أن نحصي المكتسبات التي جنتهــا قطــر، فلا يتسع المقام لحصر تلك النجاحات؛ إنما يكفينا أن قطــر أوصلت رسالة عالمية إلى شعوب العالم مفادها أن "وحدتنا مصدر قوتنا" وهذه العبارة التي أطلقها سمــو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كشعار لليوم الوطني لقطــر والذي يتزامن مع المباراة النهائية لكأس العالم. والمكسب الآخر الذي تحقق هو ذلك الكم الهائل من المراسلين والصحفيين الذين دهشــوا لما شاهدوه من إنجازات وإبداعات على جميع الأصعدة جعلت الكثير منهم غير مصــدق ما تراه عينه. لقــد استطاعات قطر أن تنجز وتحقق، من خلال هذه البطولة، طموحات العرب والمسلمين في الدفاع عن قيمهم وثقافاتهم. لقــد ضربنا أروع القيم الإنسانية في احترام القادمين من بلاد العالم؛ فكان حسن الاستقبال والكرم والرعاية الصحية والضيافة هي عناوين تداولتها جميع قنوات العالم. أستاذ علم الاجتماع