13 سبتمبر 2025

تسجيل

طوارئ غير مُعلنة

29 نوفمبر 2021

نعيشُ على أخبار عدد حالات الإصابة وحالات الشفاء، ومتابعة أنباء دلتا راح وأميكرون جاء، أفريقيا مجددًا إلى الواجهة لتخطف أنظار العالم عن قضية المهاجرين واللاجئين، الأموات منهم والأحياء، وبدلا من أن تتصدر المباحثات الأوروبية لحلّ هذه الأزمة الإنسانية الصحف عناوين في إطار "الهجرة غير النظامية"، يعود "كوفيد- 19" ليسرق الأضواء الإعلامية والسياسية ببراعة، وتتوالى أخبار إغلاق المطارات والمرافئ أمام الوافدين والأجانب. شيء ما يحدث خلف الكواليس، متحورات هذا الوباء وإن طالت، واتسعت، وانتشرت، ما هي إلا أزمة ككلّ الأزمات: فيها الضحايا، والفاعل، والتداعيات. الناجي منها من يقرأ عناوينها ويقلب الصفحة. صفحة عربية امتلأت وفاضت وتحوّلت إلى ملايين المؤلفات والكتب والمنشورات، هي صفحة تمديد حالات الطوارئ في الدول العربية، فمؤخرًا أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومًا بتمديد حالة الطوارئ في البلاد لـ30 يومًا لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، هل تذكرون يومًا لم تدخل فيه فلسطين غرفة الطوارئ؟ من طوارئ فلسطين إلى البرلمان المصري الذي أقرّ تعديلات تسمح بإحالة المدنيين إلى القضاء العسكري في قضايا تأمين المنشآت العامة والحيوية وحمايتها، وإفشاء أسرار الدفاع عن الدولة، ما اعتبره الناشطون بمنزلة حالة "طوارئ غير معلنة" رغم إعلان مصر إنهاء حالة الطوارئ رسميًا منذ أسابيع قليلة، ما يُثير التساؤل عن دور البرلمانات العربية في تمثيل الشعب. الأجدر تغيير مهمّة برلماناتنا العربية ووضعها في إطار "التمثيل على الشعب"، كنوعٍ من الشفافية، ومنح جائزة أفضل ممثل تُوزع على أعضائه بتصويت من الشعب ضمن برامج تلفزيونية ممتعة ترفع نسبة المشاهدين حول العالم. العالم في وادٍ، ولبنان في وادٍ، أو ربما يتخزل هذا البلد الصغير مشاكل العالم بأسره، صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. المشهد نفسه ولكن إلى تراجع، فالمحاكم العسكرية اللبنانية تستدعي المدنيين من مغردين وصحفيين وتصدر بحقهم أحكاما عسكرية، واللافت أن من وزّع الشاي على العدّو الإسرائيلي في ثكنة مرجعيون خلال حرب تموز في عام 2006 ممن يُعتبرون أبناء "دولة" تمت ترقيتهم، ولم تتم محاكمتهم، فيما يُجرّ الناشطون المدنيون إلى المحاكم العسكرية. إسرائيل عدّوتنا، وعسكرنا لحمايتنا، هذا ما سنبقى مؤمنين به كلبنانيين، لعلّه وهمٌ ولكنه آخر خيوط الكرامة لدينا التي انتهكت باسم مقاومة العدّو. العدّو الإسرائيلي يعلن أن زيارة وزير دفاعه إلى المغرب حققت تطوراً على المستويين الأمني والعسكري، في مجالات الاستخبارات والصناعات الحربية والتدريبات المشتركة. كلّ دولة ذات سيادة لها الحقّ في تقرير مصيرها، وإنشاء علاقاتها الدولية، ولكن هل من منادٍ يصيح في ضمير جامعة الدول العربية لعلّها توّد إصدار بيان لـ"التمني"؟ يبدو أن كاتب القضايا العربية والمسؤول عن الشؤون الفلسطينية كلاهما في إجازة رسمية. رسميًا الأردن يُسجل 15 جريمة قتل أُسرية خلال أقلّ من عام، إذ بلغ عدد ضحايا هذه الجرائم 16 أُنثى. ليت محاكمنا العسكرية تتدخل لوقف هذه الجرائم الوحشية، ألا يُعتبر قتل الأنثى مسًا بهيبة الدولة القومية؟ الدولة الإيرانية لا تنفكّ تُجدد إعلانها عن قدراتها النووية، ولا تزال المفاوضات بينها وبين الغرب ملفًا لا ينتهي الصلاحية، وكعرب نعيشُ على وقع الهزات الارتدادية، متكئين على تحالفاتنا الاقتصادية، قادرون على النهوض بقوتنا النووية، ولكننا متريثون بسبب عقيدتنا السلمية!