11 سبتمبر 2025

تسجيل

انتبهــوا من (أميكــرون)

29 نوفمبر 2021

أعجب من كمية الاستهتار التي أصابت الكثيرين من أفراد المجتمع إزاء انتشار فيروس كوفيد 19 في المجتمع رغم اننا لم نصل بعد للمعدل الذي يمكننا بعده أن نقلق وإن كانت الأخبار المستجدة حول انتشار متحور (أميكرون) الإفريقي الجديد والذي يمثل تحديا يبدو هو الأخطر منذ تفشي هذا الفيروس الذي حصد الملايين من الأرواح في العالم تنبئ بأننا قد نكون ضمن الصفوف الأولى في مواجهة هذا الخطر الذي انتقل من منشأة في جنوب إفريقيا ثم بدأ يتسلل بخفة إلى عمق دول أوروبا والآن تم اكتشاف أول حالة مصابة بهذا المتحور الذي ربما تقف اللقاحات المكتشفة أمامه موقف الضعيف العاجز في الكيان المحتل لدولة فلسطين وأعني إسرائيل التي أعلنت بالأمس عن تواجد أول حالة مصابة بهذا النوع الخطير من المتحور الذي يحتوي على أكثر من 32 من التحورات في شبكته العصبية وبهذا تكون منطقتنا العربية في مواجهة حقيقية أمام هذا المتحور الذي سارعت وزارة الصحة لدينا للاستعداد الجاد له من خلال استحداث قائمة الدول الحمراء لا سيما من إفريقيا منشأ المتحور الجديد ولكن ماذا عن الداخل لدينا ؟! فهل يعون جيدا أن الدولة يمكن بأقل القليل من الاستهتار الذي يبدو على بعض الفئات لدينا أن تعود للمربع الأول القاسي الذي أغلق البلاد من منافذها الثلاث وجعلنا بلدا منعزلا شأنه في هذا شأن باقي العالم الذي يستعد اليوم للضيف (أميكرون) بكثير من الحذر بينما نشعر إزاءه بالريبة من أن يزحف دون أن نشعر وقد يكون هذا الاستهتار الذي تحدثت عنه هو البوابة الأوسع الذي يمكن أن تخلق متحورات أخرى إن كانت المشاهد التي تصلنا على هواتفنا هي بذلك المنظر اللامسؤول خصوصا في مناطق التجمعات في المنطقة الصناعية ومظاهر التسوق المجنونة ضمن عروض (البلاك فرايدي) في المجمعات التسويقية والتجارية فاين ذهب خوف الناس؟! وأين فرت المسؤولية التي يجب أن يشعر بها المواطن والمقيم والزائر والصغير والكبير في البلاد؟! نعم كلنا مللنا الكمامات والتباعد وإلى آخره من هذه الإجراءات الوقائية التي صاحبتنا منذ سنتين ولكن ويبدو ما سوف يأتي بعد حرف الاستدراك هذا أكثر واقعية ومن المؤكد أشد وقعا مما سبقه حين أقول إننا يجب أن نظل في أمانة مع أنفسنا تجاه صحتنا الذاتية وفي أمانة للحفاظ على صحة الآخرين من حولنا وممن يمكن أن يتأثروا بالعواقب إذا ما أُصيبوا بالعدوى لا سمح الله بالإضافة إلى أمانتنا مع دولة سخرت كل إمكانياتها وجهودها وكوادرها وأموالها ومؤسساتها وأوقاتها للتخفيف من تأثير هذا الفيروس القاتل على الذين يسكنون داخل حدود الدولة وهي الأمانة الأعظم التي تدل على أن خير هذا البلد لم يذهب هباء في عروقنا التي نهلت منه ومنذ سنتين يلزمنا هذا الخير على رد الجميل بكل أركانه وأقل هذا الجميل هو أن نحافظ على أنفسنا وصحة من حولنا لكي لا نكبد الدولة جهود الإسعاف والتمريض والعلاج وتسخير كافة الإمكانيات التي يمكن ألا أحتاجها بقدر ما يمكن أن يحتاجها غيري أكثر فكونوا على قدر تلك المسؤولية يا أيها الناس الذين جربوا كيف اُغلقت البلاد وكيف فُتحت وكيف عادت لتتنفس من جديد وتحلوا بأخلاق أكبر من أن تظهروا بمظهر إسفاف يتشكل في هيئة إهمالكم واستصغاركم لما تقوم به المؤسسات والمراكز الصحية والكوادر الأمنية في سبيل ما جعلنا نصل اليوم للانفتاح على العالم وها نحن اليوم نستعد لافتتاح مثير جدا لأكبر بطولة رياضية عالمية هي فيفا كأس العرب بمشاركة أكثر من 16 منتخبا عربيا وبحضور جماهيري 100% وبسعة استيعابية كاملة للاستادات الخمسة المزمع اللعب عليها فهل علينا أن نهدم كل هذا لأجل استهتار من هذا وذاك أو من هؤلاء أو أولئك ؟! نرجوكم تحملوا ما يمكن أن نسهم فيه لإعانة كل الذين يقفون اليوم لمواجهة متحورات كورونا بكل شجاعة ولتكن لدينا المسؤولية التي توازي الشجاعة في قيمتها وقدرتها على حماية هذا البلد ومقدراته بإذن الله. [email protected] ‏@ebtesam777