12 سبتمبر 2025

تسجيل

تصميم الأحياء السكنية ومناطق الألعاب

29 نوفمبر 2020

من المظاهر الإيجابية التي شاهدتها أثناء إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية، وجود أماكن مخصصة للعب الأطفال، وقد انتقلت لبيتين في مكانين مختلفين، ووجدت في كليهما نفس الأماكن ونفس الاهتمام، فتجد منطقة الألعاب تتوسط عدداً من المنازل، ويكون لها مدخل من الباب الخلفي للمنازل، فتقريباً لكل ثمان إلى عشر وحدات سكنية منطقة ألعاب تتوسط هذه البيوت، بحيث تكون آمنة للأطفال، فلا تمر عليها السيارات لأنها محاطة بالبيوت وتغطى المنطقة بمظلات تحمي الأطفال وكذلك الألعاب من حرارة الشمس القوية المعروفة بولاية كاليفورنيا، وتتوفر كراسي بطاولات للأمهات اللاتي يتجمعن ليراقبن أطفالهن ويوفرن الطعام والمشروبات لأطفالهن أثناء اللعب. ومن وسائل الحماية للأطفال تكسى أرضيات منطقة الألعاب بأرضيات إسفنجية طرية وسميكة وبألوان جذابة، وذلك لحماية الأطفال عند سقوطهم من العوارض الحديدية، وعندما تشاهد الرضيات تظنها أرضيات أسمنتية ولكن ما أن تضع رجلك تكتشف طراوة الأرض. إنني أستغرب من عدم الوضع بعين الاعتبار وجود أماكن للعب الأطفال، وأنا متأكدة من أن الكثير منهم قد زار الولايات المتحدة وشاهد أماكن اللعب الكثيرة المتوفرة في الحي الواحد. إن تزويد الأحياء السكنية بهذا النوع من الألعاب يساعد الأطفال على الحركة والرياضة نظراً لسهولة الوصول لها، فلا داعي لتوفير مساحات كبيرة وبعيدة، فيكتفى بتوفير مساحات صغيرة ومنتشرة يسهل الوصل إليها ولا تتحرج الأمهات من الجلوس بها مع أطفالهن. في اعتقادي أن التخطيط للأحياء السكنية الحالية لا يتناسب مع الاحتياجات الفعلية للأسر، فلا تجد إلا المباني الأسمنتية المتلاصقة مع بعضها البعض، التي لا تتوفر فيها أي مساحات للعب، وإن توفرت فيجب على الأهل استخدام السيارات لإيصال الأطفال إليها. إن توجه الدولة للتشجيع على الرياضة يهدف لإنشاء جيل يهتم بالرياضة ويعي دورها ويقلل من أضرار عدم ممارستها، فيحزنني جداً أن أجد أطفالاً صغاراً يعمل لهم عمليات تساعدهم على التخفيف من الوزن، وذلك لأنهم يعانون من السمنة المفرطة، ويحزنني كذلك عدم استطاعة الأطفال اللعب والانطلاق في أماكن مهيئة لذلك، خصوصا مع العمران الحالي للأحياء، والذي يشكل خطراً على الأطفال نظراً لحركة السيارات بين البيوت، ولهذا تم عمل منطقة ألعاب الأطفال بين المنازل ويستطيع الأطفال من خلال الباب الخلفي للبيوت الوصول بسهولة لمنطقة الألعاب، وتستطيع الأمهات مراقبتهم بكل أريحية. أتمنى من الجهة المختصة تطوير الوضع الحالي في الأحياء السكنية، وإنشاء أماكن للعب الأطفال بشكل آمن ولا داعي لإنشائها بحجم كبير وفي مكان واحد، بل يفضل توزيعها قدر الإمكان وبعدد أكبر، وكذلك مراعاة توفيرها مستقبلاً في التخطيط للأحياء السكنية، وسيوفر هذا على الدولة ميزانية توفير الأدوية من آثار السمنة وسينشئ جيلاً محباً للحركة والرياضة. [email protected]