17 سبتمبر 2025
تسجيلفي البداية حضر إلى إمارة أبوظبي وتباحث مع رأس الشر هناك آخر مستجدات المؤامرات ليختتم زيارته في (تجمع ليلي) حضره من حضر من النساء والرجال وكانت سهرة حافلة حسب أصول الإسلام الوسطي المعتدل بالرؤية السعودية الجديدة !، ثم طار للبحرين ليطمئن على رعاياه هناك ويعدهم بخط نفطي جديد يصل بين البلدين دون تحديد موعد للبدء فيه أو تشغيله !، وبعد أن كان مقرراً له المكوث في مصر ليومين غادرها بعد أقل من 12 ساعة قضى معظمها في ساعات النوم الليلية !، وبعد أن كان عليه الالتقاء بالإعلاميين وممثلي الأحزاب في تونس وجد نفسه يغادرها بعد أربع ساعات فقط ! ونشطت أحزاب موريتانية في إعلان رفضها الكامل لزيارة هذه الشخصية السياسية لبلادها وملاحقته قضائياً !، بينما قدمت هيئة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة شكواها القضائية للقضاء المستقل في الأرجنتين للتحقيق معه بشأن الحقوق الإنسانية المنتهكة في اليمن والداخل السعودي وشبهات تورطه المباشر في قضية تصفية الكاتب السعودي جمال خاشقجي رحمه الله وحث الإنتربول الدولي للقبض عليه وقت وصوله لقمة العشرين في بوينس آيرس !، هذا هو مختصر جولة ( تلميع الوجه والسمعة ) التي يقوم بها ولي العهد السعودي حالياً في أول جولة خارجية له منذ إعلان مقتل الكاتب جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول. جولة أراد بها أن يظهر للعالم العربي بشكل القائد المحدث الملهم وليعذرني السديس على اقتباس كلماته في حق محمد بن سلمان، الذي يجب على أقل تقدير أن يكون قد عرف جيداً وضع سمعته في الخارج حتى في مصر الحليفة المطيعة التي ظن أنه سيحل عليها بالمزمار والطبلة قابله الإعلام المناهض والنشطاء السياسيون والإعلاميون بموجة رفض عارمة لقدومه إلى أرض مصر، وفي تونس كانت زيارته حكاية تُروى !، لافتات ومظاهرات ودعاوى قضائية وإعلام يستنكر وأرض ثورة ترفض أن يطأها قتلة منتهكون لحقوق أي إنسان وتحمي شخصاً ديكتاتورياً كان يرأسها يوماً وهو زين العابدين بن علي الذي فر إلى أرض الرياض بعد اندلاع ثورة الياسمين في تونس في شهر ديسمبر من العام 2010 !. فماذا كان يتوقع ابن سلمان في جولته هذه ؟!، هل كان يحلم بشوارع مليئة بالمستقبلين الذين يلقون وروداً على موكبه ويخرج يديه ملوحاً لهم بابتسامة عريضة مثلاً ؟!، أم أن أحلامه قد جنحت به نحو إثبات براءته خارج تركيا وتخيل أن هتاف الشعوب العربية له كان يمكن أن تكون صك البراءة التي يمكن أن يرد بها على أردوغان الذي يرفض حتى الآن سياسة المساومة على دم خاشقجي على أرضه ؟!، وما أبشع الشعور حقاً حين يأتي شخص لمكان يعلم بأنه غير مرغوب به، وأن نظرة الجميع له إما أن تكون نظرة لقاتل أو لديكتاتوري ظالم أم لسياسي متآمر بمنصب ولي عهد أو مجرد حصالة أموال تضخ وترشي وتساوم بالمال فقط !، فهل كان هذا ما يريده محمد بن سلمان من جولة التلميع الفاشلة التي لم يحظ بها سوى برؤساء دول رفض إعلامهم وسياسيون لهم أن يدخل ابن سلمان أراضيهم وهو يحمل هذا الثقل من التهم والشبهات ؟!، وهل يستطيع ذباب المملكة المنتشرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن يغطوا شمس هذه الاستنكارات العربية الجامحة بغربال من الأكاذيب ؟!، في رأيي أن من أعطاه المشورة في خطة استدراج وقتل وإخفاء جثة المرحوم خاشقجي رحمه الله هو نفسه من أشار عليه بهذه الجولة التي أضرته أكثر مما نفعته إلا إذا كان مستشاره يريد استفتاءً حياً لآثار سمعة ولي العهد بعد انفضاح أمره في جريمة القنصلية وانتهاك حقوق اليمنيين من الحياة والغذاء والدواء والبناء والحرية وما يعانيه المعتقلون السعوديون من الجنسين في السجون المحلية وحصاره الظالم على قطر من هذه الجولة ففي هذا يمكن أن نقول إنه نجح في هذا الأمر جيداً ورأى النتائج فوراً !. فاصلة أخيرة: من قال إن ( السمعة الجيدة ) توهب أو تُشترى ؟! [email protected]