14 سبتمبر 2025

تسجيل

كشف القصور ليس شماتةً

29 نوفمبر 2016

في كل عام تكشف لنا أمطار الخير المستور وتفضح الإدعاءات والتطبيل بأننا نملك بنية تحتية وشبكة طرق تتسم بأفضل معايير الجودة تضاهي العديد من الدول المتقدمة!! ولكننا نكتشف بعدها أن ما يتحدث به المطبلون وبائعو الكلام ليس إلا هُراءً وضحك على الذقون! فمن غير المعقول أن تستسلم العديد من المباني الحديثة الحيوية كالمستشفيات والجامعات والمجمعات والعديد من المباني السكنية وغيرها الكثير، لبضع ساعات من المطر الذي لم يصل إلى حدّ الغزارة ولأيام متواصلة، حتى نقول اننا تعرضنا إلى كارثة طبيعية يستحيل معها أن تتحمل هذه المباني أو هذه الشوارع قوتها ودرجة غزارتها!!وما يحز في النفس حقيقة أننا نعلم أن الدولة لم تقصر في سبيل إنشاء بنية تحتية تدوم لعشرات السنين وتمتد لأجيال قادمة ستستفيد حتماً بما قام به سلفهم من أعمال جليلة وصادقة، ولكنها تكتشف مع هطول أمطار الخير عليها أن المليارات التي ضختها في سبيل إنشاء هذه المشاريع، ليست إلا طحيناً يطير مع الهواء من خلال مقاولين ومشرفين عليهم ليس لهم ذمة ولا ضمير لإتمام هذه المشاريع كما ينبغي لها أن تكون كما هو متفق عليه في العقود والمخططات!!وأجزم بأن المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة وصل إلى مرحلة عدم الثقة بشأن أي مشروع خدمي يتم إنشاؤه لأنه يعلم يقيناً أن مصيره سيكون كحال غيره من المشاريع السابقة التي لم يمر على بعضها بضعة شهور إلاّ وبانت العيوب وأُغلق بالكامل أو جزء منه!!ولعل السؤال الذي يتبادر الى أذهان الكثيرين منّا هو "إلى متى ونحن نعيش الحالة نفسها من التخبط والفشل وعدم التصحيح والمحاسبة على التقصير؟ هل نحتاج إلى معجزة إلهية حتى ننجز مشاريع بنية تحتية سليمة وشبكة طرق تواكب طموحاتنا وتنتشلنا من وحل الازدحامات المرورية التي نعيشها كل يوم؟!!"نحن بالفعل بحاجة إلى ثورة على العقول التي تُدير هذه المشاريع وتُشرف عليها واستيراد عقول تحترم قيمة الوقت والمال وعقول الناس لكي تُنجز المشاريع بكل أمانة وسهولة ويُسر!فاصلة أخيرةلا أعلم لم يفسرُ بعض السذج أن كشف الحقائق وعدم التستر على سارقي مال المشاريع بأنه شماتة وتصفية حساب وإساءة للوطن!!ليتكم تكرموننا بسكوتكم!