17 سبتمبر 2025
تسجيلقد يحصل أحدهم هذه الأيام على مصطلح إعلامي؛ لأن فلانا مسؤول المؤسسة الإعلامية هذه أو تلك قريبه أو من معارفه؛ ولأنه يريد تقديم خدمة له، منحه فرصة للظهور الإعلامي تحت بند (تشجيع المواهب الوطنية)، أنا لست ضد تشجيع المواهب، ولكن ضد المجاملة مقابل عدم الجودة، أو قد يحصل أحدهم على هذا اللقب؛ لأنه قام بكتابة تغريدات وتسجيل فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبضربة حظ حصلت تلك التغريدات مثلاً على مستويات عالية من إعادة النشر، ومن خلال حساباته يقوم بتغطية بعض الفعاليات والأنشطة؛ ولهذا أطلق عليه الجمهور لقب ناشط إعلامي، وتمت استضافته بعد ذلك في برامج تلفزيونية أو إذاعية على أنه ناشط إعلامي!!لا تستغربوا مما أوردته لكم هنا ياسادة، فما أذكره هو فقط نماذج بسيطة لأشخاص حولنا في المجتمع، حصلوا على لقب (إعلامي) بالصدفة ودون دراسة أو خبرة عملية تؤهلهم لذلك.أحيانا أصل إلى قناعة، أن لدينا عددا بسيطا من الإعلاميين وعددا أكبر من منتسبي الإعلام (وهم كثر) يحملون منه الاسم فقط ولا يحملون المبادئ، فنلاحظ فيهم انعدام الثقافة، ضعف الحجة، ركاكة الأسلوب، العنصرية في الطرح، وعدم التثبت مما يتم نشره.مما نعاني منه أيضاً المزج بين المصطلحات والمسميات، فالكاتب الصحفي هو كاتب وليس بشرط أن يكون إعلاميا، ولكن الإعلامي يمكن أن يكون كاتبا!بغض النظر عن صحة معنى كلمة (إعلامي)، ولكن هو لقب يستحقه أولئك الذين افنوا سنوات عمرهم في التعليم الأكاديمي المناسب، وفي العمل الفعلي في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، هو ذلك الذي يعرف ويعترف بمبادئ الإعلام وقوانينها العالمية، وليس ذلك الذي يتشبث بهذا اللقب حفاظاً على البرستيج وحفاظاً على الدعوات التي تصله لحضور الندوات والمؤتمرات تارة، والولائم المخملية تارة أخرى!!لهذا كم نحتاج إلى وعي أكبر من الجميع للحفاظ على رونق (الإعلامي) الذي ينفع البلاد والعباد ويشارك في نهضة مجتمعه، لا ذلك المنتسب للإعلام فقط، بل ويعتبر عائقا كبيرا في هذا المجال المهم، إن الإعلامي من يعمل "بالعلم" و"الثقافة" و"الأخلاق" و"الحضور المؤثر"، من يستخدم "العقل" وليس من يستخدم النفوذ والفرص فقط وأساليب القص واللزق، فالإعلام علم وعمل ورسالة، وليس طريقاً للشهرة والله من وراء القصد،،