14 سبتمبر 2025
تسجيلها هي العشر الأواخر من رمضان تحفنا بخيراتها وبركاتها وأنوارها التي تستقر في قلوب المؤمنين العابدين الشاكرين الحامدين لنعم الله، المدركين لقيمة هذا الشهر بشكل عام والعشر الأواخر بشكل خاص على أنها تاج رمضان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر الأواخر بعدة أعمال. ففي الصحيحين من حديث عائشة: (كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله). ها هي العشر المباركة تمنحنا فرصة جديدة وتخبرنا بأهمية إعادة حساباتنا، والوقوف أمام أي صورة من صور التقصير في حقوق الله، وحقوق العباد، وحقوق النفس، مازالت أمامك أيها المقصر فرصة لتزيد من حسناتك وأعمالك التي تقربك من الله عز شأنه، وكأنه يقول لصاحب الهمة العالية هنا فليتنافس المتنافسون، المنافسة في الخير هي المنافسة التي تقربنا من درجات الجنة ونعيمها بإذن الله، ها قد بلغنا الله العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك شهر المغفرة فالحمد لله على نعمة الصحة والعافية التي منحها لنا الله لنصوم أيامه ونقوم لياليه المباركة. في شهر رمضان يتنافس الكثير لغرس بذرة العطاء، فرمضان أرض خصبة للخير وبداية حقيقية للانطلاق بشكل مختلف في هذه الحياة، لهذا نجد الكثير من الأفراد والمؤسسات يبتكرون سبلا وطرقا لمساعدة الملهوف، ومد يد العون للمحتاج، ومسح دمعة يتيم، وبناء جسر عطاء لمن يستحق فهنا مؤسسة تقوم من خلال هذا الشهر بابتكار برامج للتحدي والعطاء ليكون ريعها للأسر المحتاجة في داخل وخارج قطر، وهناك أفراد يتطوعون لإفطار صائم فنرى الهمم تعلو السحاب، لتُنسج معها صور التكافل الاجتماعي في أنبل حالاتها، أدام الله علينا هذه النعم الوفيرة في رمضان وطيلة أيام السنة. وأنا أتحدث معكم عن خيرات هذا الشهر لا أخفيكم بأنني مع التواصل الاجتماعي وصلة الرحم، ولكنني لست مع الإسراف في تنظيم الموائد والغبقات الرمضانية، مؤمنة بأن البساطة جمال والعفوية أسلوب حياة اعتدنا عليها، والمبالغة في الشيء تفسده، أنا مع الفرح ونشر السعادة وابتكار أساليب لإشاعة السرور في هذا الشهر المبارك ولكني ضد ابتداع طقوس وفعاليات لا تمت لهذا الشهر بصلة، شهر رمضان شهر الرحمة والبركة والخير والسلام الداخلي والخارجي للجميع، وبداية حقيقية للتغير للأفضل في العادات والسلوك والأعمال والأقوال أيضاً، فلنراجع سلوكنا ونختار الأفضل لنا ولقيم المجتمع من حولنا. صوت: تقبل الله طاعتكم ودعواتي أن يكون رمضان بوابة للتغيير الإيجابي لي ولكم، وأن يعيده الله علينا مرارًا وتكرارًا بالخير والبركة.