12 سبتمبر 2025

تسجيل

حل الدولتين.. هُراء

29 أكتوبر 2023

وماذا بعد؟ ألم يأن لهذه الفواجع أن تنتهي في قطاع غزة؟ ألم يحن الوقت لأن يلزم العدو الإسرائيلي بإيقاف إرهابه الذي تعدى كل أصناف الوحشية واللاإنسانية؟ هل يعقل أن العالم بأسره وفيه ممن غير فكرته ووجهات نظره بشأن إسرائيل وتيقن بأن ما يريده هذا الكيان هي الإبادة ولا شيء غير الإبادة؟ وماذا بعد؟ هل ننتظر أن تُباد غزة بأطفالها ورجالها ونسائها ثم يستوطن الإسرائيليون القطاع ويعمروه ويصبحوا جيرانا ويعمقوا فكر الدولة الإسرائيلية التي بإذن الله لن تصبح دولة وإن تناقل العالم حل الدولتين الذي لا تعترف به إسرائيل من الأساس ولا يدور في خلدها الإرهابي أن تنفذه لا الآن ولا مستقبلا؟. اليوم غزة لا اتصالات ولا كهرباء ولا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا إنترنت ولا حياة وهي غارقة في الظلام ومنقطعة عن العالم بأسره ومع هذا فالعالم الذي تنتفض شعوبه استنكارا لحرب الإبادة الجماعية العلنية التي تقودها إسرائيل بدعم مباشر وقوي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا وغيرها من دول الغرب التي تساند حق الإسرائيليين في إقامة دولتهم الآمنة تقف حكوماته موقف العاجز الذليل من أن يُترجم لفعل فاعل وملزم للجانب الإسرائيلي ليوقف مجازره التي يرتكبها بدماء باردة وعلى مرأى من العالم ولا يهمه من أدان ورفض وشجب واستنكر وقال له كلمتين وصمت بعدها، فحتى الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش لم يعد مرحبا به في إسرائيل بعد تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن التاريخ سوف يحاسب الجميع على ما يجري في غزة وانتقاده لحرب الإبادة التي تُجرى في القطاع، وتكتفي تل أبيب بدعم واشنطن وأصدقائها ممن هم على شاكلتها الوضيعة، فكيف تريدون بعد هذا كله أن نؤمن بقرار حل الدولتين أو نعترف بشرعية القوانين الدولية أو منظمة الأمم المتحدة التي تُمعن هي في العنصرية أيضا حينما فاضلت بين الدول والممثلين فجعلت دولا خمسا كبرى لها الحق في الموافقة أو رفض القرارات التي تخضع لأهواء شخصية ومصالح وعلاقاتها مع الطرف المعني بالقرار فوضعت درجات لدول غير دائمة العضوية وأخرى دائمة ولكن لا قرار لها ولا تأثير؟! فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا تقف بالفيتو أمام كل قرار ملزم لإسرائيل لا يتوافق مع أهدافها الدموية ضد الفلسطينيين وقطاع غزة تحديدا، وأجمعت على أن المقاومة الفلسطينية على اختلاف مسمياتها منظمات إرهابية لمجرد أن دفع المحتل الغاصب هو حق أقره قانون أممي لكل الأمم فكيف يمكن أن نؤمن بعدالة الأمم المتحدة وبمجلس الأمن وما يقره من قوانين أعتبرها شخصيا قوانين كرتونية وغير فاعلة أبدا؟!. رغم أن حياة رئيس حكومة العدو الإسرائيلي نتنياهو السياسية قد انتهت وبالأحرى سوف تنتهي فعليا في هذا العدوان نظرا للانتقادات الشديدة والتظاهرات المكثفة التي يشنها أهالي الرهائن الإسرائيليين أمام مقر الحكومة وأمام منزله شخصيا في حيفا واحتجاجات شعبه على طريقة تناوله لطوفان الأقصى الذي وقع عليهم في السابع من أكتوبر الجاري، وأنه أهمل قضية المحتجزين لدى حماس إهمالا واضحا إلا أن سياسته الإرهابية العمياء التي تقتل كل شيء حي في القطاع تجعله أكثر دموية ورغبة في انتزاع جذور حماس من القطاع الذي لم تستطع الهيمنة والجرافات والمدرعات الإسرائيلية أن تقتحمه وتستوطن فيه، وذلك بانتهاج حرب إبادة جماعية غير مبال بانتفاضة العالم الحر على هذه السياسة الدموية، ولذا أدعو كل من يهرول للتطبيع مستقبلا مع هذا الكيان فليفكر قبلها أن بينه وبين التطبيع دماء لن تبرد ثاراتها ولن تسقط بالتقادم وإن الآخرة سوف تجمعه بخصومه من هؤلاء وويلنا من تلك اللحظة!.